بقلم : عادل العرداوي
عرفتُ الزميل الصحفي زيد الحلي ، مثابراً نشطاً مبدعاً ، مقتحماً في عمله الصحفي لتحقيق شيء ما في مسيرته الصحفية الطويلة التي تجاوزت نصف قرن من الزمان ، قضاها في وديان وسهول وشعاب صاحبة الجلالة التي احبها وعشقها منذ بواكير حياته ، واعني بها الصحافة العراقية التي انخرط فيها ، وظل مقيماً في محرابها المقدس .
أشد على يدي زميلي الحلي ، بعد ان صدر له قبل اسابيع كتاب جديد يحمل اسم ( السنين إن حكت ) ازدان بآخر صورة فوتغرافية له ، وقد زاد عنوان الكتاب المذكور تعريفاً بعبارة ( شخوص على ورق الذاكرة) ضم مقدمة جميلة وصريحة لزميلتنا الصحفية العراقية المغتربة في العاصمة الفرنسية ، باريس ، واعني بها إنعام كجه جي ، التي عملت سنوات عديدة في جريدة واحدة مع زميلها زيد الحلي التي اشارت في مقدمتها تلك الى العديد من المواقف والحكايات التي تربطها بزميلها ..
وغير خاف على القراء الكرام ، ان كتاب الحلي هذا ، الذي توزعت موضوعاته التي زينها بالعديد من الصور الفوتغرافية ، توزعت على 160صفحة من الحجم المتوسط ، اعتبره مكملاً للذكريات والحكايات والاسرار التي أوردها في كتابه الاول الذي صدر ايضا قبل مدة ليست بالطويلة وكان يحمل عنوان ( خمسون عاما في الصحافة ) خاصة اذا ما طالعنا او مررنا سريعا على بعض من عناوين فصول وحكايات هذا الكتاب الجديد.. وهاكم على ذلك امثلة ملموسة منها : ذكريات مع الجواهري ، وإنعام كجه جي سافرة وسط صحفيات يلبسن العباءة والشيخ جلال الحنفي .. ظاهرة غائبة حاضرة واول حالة نفير فني في العراق .. ماهي اسبابها ؟ وابتسام عبد الله في ” ميسوبوتاميا” وهيكل نموذج من النادر تكراره وشوكت الربيعي .. رسام ومؤرخ مازا يبحث عن المجهول وحسين الاعظمي واستذكارات على مقام الصبا ، وحين شتمنا الدكتور علي الوردي في مبنى نقابة الصحفيين وكتاب لا انصح بقراءته ومن يفك طلاسم فيصل حسون .. هكذا ، فإن عناوين موضوعات كتاب الحلي الاخير تترى.. تصيد القارئ ولا يستطيع ان يخلص منها لسحرها وحلاوتها ولمعلوماتها المفيدة والطريفة احياناً ، والناقدة والمشخصة في احيان اخرى .
كتاب زيد الحلي ( السنين ان حكت ) جدير بالقراءة والتأمل ، والافادة معاً لأنه حوى بين دفتيه عصارة افكار وتجربة ومعاناة ومتاعب زميل متمرس ومتمكن من حرفية مهنته التي انجذب اليها وعشقها ومازال كذلك !