زيد الحلي
بإيمان ، صادم بعض الشئ ، الاحظ في محيطنا الثقافي ، هوساً من أناس ربما قراءاتهم لا تتعدى قراءة ابراج الحظ ، لأصدار مؤلفات يقال عنها قصص او مجموعات شعرية ، او معالجات نقدية ، وهي لا تقع إلا في خانة الخراب الثقافي ، وحتى لا اتهم بحجر (الفكر) أدعوا الى وضع الثقافة في ميزان الوجدان الثقافي ، قبل فوات الآوان ، ويضيع الخيط والعصفور ، وتبقى مؤلفات الكتاب الجيدين حبيسة أدراجهم فيما يبقى كتبة) الأنترنيت) هم السادة في شارع الكتب الثقافية التي عافتها النفوس قبل الفكر.. فأنا ارى ان العبرة ليست في ان اكون متساهلاً في إشاعة الكتاب والمطبوع دون ضوابط ومضمون بحجة ( الحرية والديمقراطية ) بل العبرة في أن أكون عادلاً في الحفاظ على إرثنا الثقافي العراقي ، لاسيما في ظل وجود ( نقاد المُجاملة )…. علينا ان لا نسوّق الى الذهن العقيم ، لأنه ذهن عنيد ، والذهن العنيد هو الذهن المغلق الذي لا تحكمه في الغالب سوى فكرة واحدة ، شديدة الشبه بالفكرة الثابتة التي تحتل عقل مجنون ، وهذا العقل كما آراه ، هو المسؤول حالياً عن تدني الثقافة واصداراتها .. فهل يُقل إن تكون النسخ المطبوعة لأي ( كاتب ) في الوقت الراهن لا تتعدى الـ ( 500 ) نسخة وفي حالات نادرة الفاً ، معظمها يذهب الى الاهداءات والبقية تذهب الى مخازن … دور النشر… !
ارجوكم ، مزيداً من المناقشة ، فلايكفي ان يطبع بعضنا كتبه ويضعها في واجهة مكتبته اويسعى الى طريقة ( الاهداء ) التي أزدهرت … مؤخراً
ان النقد في اساسه ، مصطلح ، ومنهج ، ومن يتصدى لعملية النقد عليه مسؤولية خطيرة ومهمة جدا ، والذي لايفهم دور النقد في المنظومة الثقافية عليه ان يبادر الى عمل آخر … نادل مثلا ، فهي مهنة ترتكز على المجاملة.. مع الاعتذار لكل مهنة شريفة ، لكنها مثال للوصف .. لاغير !
ان “النقد” لايستحق ان يكون نقدا ، إلا اذا رسم الطريق المؤدية الى التغيير في تفكيك المحتوى ، واستقراء غير المنظور ، وهي حقيقة التقت عندها كل مذاهب النقد الرصينة ، فلا ضير على الناقد ان يختار ايا ما يشاء من تلك المذاهب ، ليدرسه لنا بكل تفصيلاته ، ولن يكون في اختلافنا فيما يختاره ، إنما في رؤاه ان خالفت الأطر الصحيحة في آليات النقد الحكيم ..
والنقد هو بالأصل جزء من حضارة العقل البشري ، واتزانه اطلاق الاحكام ، وليس ملعباً تتنافس فيه فرق شعبية ، تدخله للمرة .. الاولى.
ان الناقد المُجامل ، انسان تنكر للصدق ، وانتصر للنفاق ، وتنكّب عن الفضل والشرف الثقافي في مهاوي الضلال بسراب الوصولية التي أسالت لعاب أطماعه ، فنضب بذلك إيمانه ونزف ماء الحياة ديباجتي وجهه .. إنه جرثومة سامة ، تلغم جسد الصدق بسمومها، وتطعم النفاق بقوة البقاء ليطلّ من خلال المطامع مزيلاً حقوق المبدعين الاصلاء ..
لذلك نراه ، يتعكز على الاشياء البسيطة ، المتهرئة ، لأعتقاده بأن ذلك الطريق ، هو الأسهل لأبراز مقولاته المتهرئة ، التي تعين كُتاب الغفلة .. وصح القول ، ان الرمد عندما يصيب رؤى الحياة ، فأن وعي البصيرة والبصر يتعطل !!
عذرا لصراحتي !