د. سعدي عبد الكريم
شينوار .. يا صاحبي
قضيت عمرك طائر منفى
تحط على ربيع اخضر
وتشم عبق زنبق احمر
وسماء ممطرة
وحمائم !…
ولهيب حروب نازفة
وجماجم !…
***
وطن مهاجر نحو الغربة
وأنت َ تتمنى من القلب
ان تحصل !…
على جواز سفر كونيّ
لتسافر صوب مطلع الشمس
الآفلة الضوء
تتجول في نواحي الشعر
تسافر نحو جهات الكون
والوطن !…
والحزن !…
والشجن !…
***
لكنك .. وسط الزحام
تقف مكتوف اليدين
منحور الودجين
عند أول خطوة
في أول قاعة انتظار
ومطار !….
وطائرة مغادرة نحو الغربة
متأبطاً حلم الطفولة
وحقائب معبئة بالذكريات
والأمنيات !…
والمدن المنسية
***
تتسرب صوب أروقة المنافي
وأشرعة الموانئ
تركن أوراقك على منضدة
خاوية إلا من وردة بيضاء
وقلب شفيف
وحبيبة دمشقية
تسكن في قلبك
كنت قد أودعتها دمك
واستودعتها مرضك
لأنها .. وحدها الحقيقة الكبرى
في سماك
وعلى ثراك
***
ثمة قصيدة تشغلك
تحاول مشاكستك
تمارس معك
لعبة العبور الى ذاكرتك
لتدونها !…
لكنك مثل كل الشعراء ،
المهاجرين من وطن مشاكس
تدونها بروية
***
كيف تثق بالبطولة
والزعامة !…
والأحلام المؤجلة
وأنت َ الجريح
وأنت َ الذبيح
من أزمنة الموت
وأزمنة الحرب
***
ها أنت َ …
ترسم خارطة الوطن
على أجنحة الطيور المهاجرة
وعلى ملامح الوجوه المغادرة
وتخاطب آهات القلب الحزينة
بعيون الشعر
وعيون المرض
وعيون الحب
***
يا صاحبي …
من زمن الطوفان
كانت الحقيقة عرجاء
تتكئ على بوصلة عمياء
وتبحر في أمواج بحر هوجاء
وكنت وحيدا ً
كنت شاعرا ً
لا تملك إلا محبرة
قلما ً !…
ومواويل !…
وقصائد للحب
***
سيمنحك الشعر أخيرا ً
جواز سفر كونيّ
كي تسافر !…
صوب قصائدك المشتهاة
وأحلامك المبتغاة !
كُتبت في بغداد / كانون2 / 2015