بداية لهذا المقال أنوه بأني لست طائفيا ولا أحبذ لغة الطائفة ..
لكن رؤيتي للواقع الحالي للعراق ومايجري حوله ومن خلال قراءة تحليلية للمستقبل . شرعت بكتابة هذا المقال ..
قد يتساءل أحدكم ويقول عند قراءته العنوان بأنها فنطازية من الكاتب بأن يحشر رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي مع داعش كون سياسة المالكي لاتلتقي مع سياسة داعش !!
وقد يتساءل أخر ويقول بأن الخلفية الطائفية لكليهما تختلف عن الاخر !!
انا أقول هنا بأنني أكتب من خلال رؤية واضحة لمايجري على الارض ومن خلال رؤية بسيطة قد تكون من الخيال للمستقبل . ومن هنا بدأت مقالي بتساؤل حول ماذا لو أصبح المالكي داعشيا ؟؟!!
فواقع الحال أن السيد المالكي وبعد احداث 9حزيران 2014 قد أصبح حاكما لنصف العراق بعد ان أستولى الثوار وجرذان داعش لمحافظات نينوى وصلاح الدين والانبارونصف كركوك ونصف محافظة ديالى بالاضافة لمجموعة ليست بالقليلة من بغداد وشمال محافظة بابل . وبعد أحداث كربلاء بمهاجمة القوات الحكومية لبراني السيد الصرخي العربي وقتل مؤيديه واعتقال المئات منهم قد أصبح الفرات الاوسط ومحافظات الجنوب على فوهة بركان قد يثور في اي لحظة . وهذا يعني أن السيد المالكي قد اصبح حاكما لبغداد فقط وهذا مالايحبذه المالكي لاسيما وهو القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول المباشر لوزارتي الدفاع والداخلية والوزارات والدوائر الامنية الاخرى .
من هنا بدأت رؤيتي للواقع الحالي ومراقبتي للوضع حيث أن المالكي قد اصبح بين قوسين او أدنى من سقوطه وفي هذة الحالة ما على المالكي الا أستخدام كل مايتيسر له من أجل أعادة هيبته وسط على الاقل التحالف الوطني وناخبيه . لذى نرى بأنه قد أستعان بروسيا بعد أن وجد أمريكا قد تخلت عنه عسكريا فقد قام بشراء طائرات خردة من نوخ سوخوي وهي غير صالحة عمليا ألا أنه قد اشتراها ليس لاستخدامها بل من أجل تغطية ما أرسلته ايران من طائرات من نفس النوع بقيادة طيارين أيرانيين وهذة الطائرات بالاساس تعود للحكومة العراقية بعد أن استودعها النظام السابق لدى ايران أثناء حرب الخليج . بعد ذلك نجد أن المالكي قد أقتنع بأن الاعداد التي لبت نداء المرجعية الدينية ( السيد علي السيستاني ) كان ليس بالمستوى المطلوب حيث تم تلبية النداء من قبل مالايزيد عن مليون مواطن حسب ألاحصائيات الفعلية لدى مراكز الاستقبال فلهذا نجد المالكلي قد أفاق على نفسه فبعد تراجعه عن تخليه عن منصب رئاسة الوزراء نجده يخرج علينا من خلال شاشات التلفاز وهو يقول بأنه متشبث بالمنصب وأن لامنافس له !! بالاضافة لكل ماتقدم لايخفى على الجميع الانهيار المعنوي لدى قادة وضباط ومنتسبي الجيش بعد الانكسار في محافظة نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى وعزز هذا الانهيار المعنوي سقوط مدينة تلعفر وهروب قائدها ابو الوليد بعد أن كان أمل المالكي وأغلب قادة الجيش به كبيرا لتحرير الموصل وخاصة بعد ظهورة من على شاشات التلفاز وهو في حماية قوات البشمركة الكردية . وهناك الكثير على الارض وخاصة عدم أستطاعة قوات الجيش بأقتحام تكريت وكذلك عدم السيطرة على أكبر مصفى نفطي في العراق وهو مصفى بيجي كذلك سقوط الكثير من المدن بيد الثوار مثل القائم والرطبة وراوة وهيت ونصف الرمادي بالاضافة لمناطق كثيرة في محافظة ديالى مثل جلولاء والسعدية ودلي عباس ومنصورية الجبل وسد حمرين وسقوط منطقة جرف الصخر في محافظة بابل .
كما أن المالكي كان شبه مقتنع بأن الدولة الاسلامية في العراق والشام لها اليد الطولى في كل هذة العمليات كما أنه لم يكن واثق جدا من وجود ابو بكر البغدادي لاسيما وأن الاعلام الحكومي قد اعلن مقتل ابو بكر البغدادي لاكثر من مرة !! الا أن ظهور البغدادي وهو يخطب ويصلي في الموصل خلال صلاة الجمعة تيقن المالكي بأن الخطر القادم أكبر .
وهنا نأتي لمن يتساءل عن أختلاف سياسة المالكي مع سياسة داعش وأنه بعيد كل البعد عن هذا التوافق وهنا اقول بأننا جميعا كنا نقول نفس الشيء للرئيس السوري بشار الاسد حيث ان سياسته تختلف عن سياسة داعش الا أنه قد تحالف معهم وأصبحوا اليد القوية التي يضرب بها جيش النصرة .
ولمن يتساءل عن أختلاف الخلفية الطائفية مابين المالكي وداعش هنا أيضا أذكره بالاختلاف نفسه الموجود مابين بشار الاسد وداعش ..
وهذا يعني بأن المالكي ليس ببعيد عن تحالفه مع داعش قريبا وخاصة ماوصلني من قبل أحد الاصدقاء المقربين جدا من المالكي حيث وشوشني وقال مغردا بأن المالكي في نيته تصفيه جميع خصومه وحتى من ضمنهم المراجع الدينية في النجف وكربلاء من أجل البقاء على السلطة ضمن أحضانه وهنا نجد أن السيد المالكي غير قادر عمليا وفعليا من كل هذا ضمن المعطيات الموجودة على ارض الواقع الان وخاصة عملية تصفية المراجع الدينية الا بمساعدة من هم أشد الراغبين في عمل ذلك وهم داعش خاصة بعد ان سمع الجميع خطبة أحد قادة داعش وهو يقول بأنهم لن يتوقفوا الا في كربلاء والنجف !!!
اتمنى أن تكون رؤيتي من خيال واسع ولاصحة لها لان فيها بحور من الدماء لها اول وليس لها أخر .. يارب احفظ العراق والعراقيين من ولاته ….
زياد الشيخلي
مدير وكالة الحدث الدولية