عهدات موسى
خاص بمعارج الفكر / ملف الادب النسوي
لماذا الله يُحبّ العِباد
ولماذا العِباد يُحبون الله؟
لماذا تُحبّ الأرض الأزهار؟
لماذا القمر يعشق السماء ؟
* بما أنَّ الله محبّة…فيعني ذلك أنّ الله هو الرّمز الأنقى والأسمى في تصوير ماهيّة الحبّ…
ومنه جلّ جلاله نقول :
ّ الحبّ هو أجمل وأحلى وأصدق وأنبل شعور وضعهُ الله في قلب الإنسان، وخصّ ذاك الإنسان بعقلٍ يتحكّم بغرائزهِ عن سائر المخلوقات الحيوانية…
فلماذا نُحرّمهُ من كلّ ذي قلبٍ ينبضُ..وعقلٍ يفكّرُ….؟
الميلُ نحو شخصٍ آخر ليس جريمةً،وليس فساداً، إنّما المرفوض والممنوع هو تلك الشهوات المفتوحة بلا ضوابط أخلاقية..فهناك فرق بين الحبّ والرغبة الآنية.. وهناك فرق بين الحب الشهواني، والحبّ العذري أو الأفلاطوني الذي يتعالى ويتجرد من الشّهوات…وأسماهُ وأنقاهُ هو حبّ الله…
* نعم…الحبّ ذاك الشّعورُ الصّادقُ الذي يملأ قلبَ الإنسان بالطّهارة والمودّة والسّعادة والغبطة والهناء والسّرور…ويُورق حياته بعالم دافئ خاصّ يُسعدُ صاحبه وإن كان عالمه الحقيقي موجعاً ومؤلماً…لكنّ عصافير الحبّ تنُشد له أجمل الألحان مع تغريدة الأمل..
لذلك عجز العلماء من تعريف الحبّ وإدراك حقيقته.. فكانت له تعاريف مختلفة..
* الحبّ حلالٌ؟ …..نعم وبكلّ تأكيد
والدّليل هو تلك الرّسالات السّماوية التي نشرت المحبة…وعلّمت الإنسان كيف يبني دعائمَ الحياة من عزيمة وحرارة الحبّ. ..
إذن، هو حلال في توزيع النبض بين قلبين اختارا أن يكونا شريكين في الأكواخ الدافئة العامرة بالأحاسيس والمشاعر النبيلة…
* ولأنّ الحبّ وُجِدَ منذ الأزل.. وخير دليل (آلهة الحب) عند القدماء، إذاً هو حلال لكلّ قلبٍ أراده…وحلالٌ لكلّ عين تراه، وحلال لكل روح تجده فتعشقه..
وحلالٌ لأنّ التاريخ لم يُثبت أنّ هناك شريعة ما قد حرّمت الحبّ..لكن هناك بيئة تختلف عن غيرها في فهم مضامين هذه الكلمة وقدسيتها…وهناك تقاليد وعادات تُوصفُ بالتخلف والجهل..فالأنثى عندهم ممنوع عليها الحبّ والعشق خشية العار والذّل، وهناك من يُزوّج الفتاة دون ان ترى فتى أحلامها إلا في ليلة زفافها وإن كان عبداً أسودَ، فلا قرارَ لها سوى الرّضا والخنوع…!!!
* أمّا الإسلام… فلم يُحرّم الحبّ الذي يتمّ بين طرفين يتزوّجا على سُنّة الله ورسوله…بل عزّز هذه الفضيلة وهذه القيمة الايجابية بين الأرواح البشرية لتستقرَّ القلوب وتدخل إليها السّكينة والطمأنينة…
* متى يكون الحبُّ حراماً؟
يكون الحبّ حراماً عند هؤلاء المبتذلين السّوقيين الذين يُسخّرون غرائزهم للزنى.. ويتستّرون وراء زيف الحب وستاره لينالوا من جسد المرأة مايرغبون به سواء أكان برضاها أم بحيلةِ الإقناع ووسائلها المتنوعة من مُغرياتٍ قد تضعف إحداهنَّ أمامها…وهنا يدخل الحبّ المادي الغرائزي الذي يشوّه أجمل شيء في الوجود وهو الحبّ الصّادق والذي تُبنى عليه دعائم الحياة….
والحبّ حرامٌ على كل امرئ تجاوز في أخلاقه المتدنية كل مايشوه نبل هذين الحرفين..(.وربما يكون بمفهومه حلال…لاعجب!!! )
* وأخيراً…
ليس للحبّ ضوابط في إيقاع الأرواح سوى تلك الأخلاق التي نشأنا عليها…
فيا أيّتها الفتاة حين تشعرين بإيقاع النبض..ارقصي له..
وكذلك أنت أيها الشّاب..
فشعور الحبّ والاعجاب والانجذاب هو معادلة كيمياء متبادلة بين قلبيكما..
ولنعشْ حياة نعلّمُ فيها ونتعلّمُ قداسة الحبّ وطهارته في القلوب والأرواح..والذي يتوالد عنه حب الوطن الذي يغمرنا بحضنه الدافئ…
وكما يقال :” اجعلْ قلبكَ كالقبر يدخله واحد، ولاتجعله كالبئر يدخله من يشاء.. “
عهدات موسى / سوريا