حقيبة كاتيا (9)
كاتيا في الطريق الى تلال الصحراء تجلس صامتة في المقعد الخلفي لسيارة الاجرة تراقب عبر النافذة الاودية والحقول .. الاسواق الشعبية قطعان الماعز متسلقا .اشجار ( الاركان ).. الاضرحة والمساجد ..الباعة على الطرقات يعرضون البضائع المحلية (الزيت .. التين ..الجوز ..البصل ..الثوم ..)
رن هاتفها نظرت اليه للحظة ثم اشاحت بوجها عن شاشته بعد ان حولت وضعيته الى الصامت …ثم عادت من جديد الى مراقبة الطريق ..كان رفاقها قد انهمكوا في حديث مع السائق الذي كان يصف لهم الامكنة التي يمرون بها … اخرجت من حقيبتها دفتر مذكرات صغير دونت فيه بعد الملاحظات اغلقته ثم اعادته الى حقيبتها .استوت على الكرسي امالت راسها الى الخلف بعد ان شغلت موسيقى في هاتفها ووضعت سماعتية في اذنيها ..
كاتيا تركت عالمها وجاءت مسافرة لأنها تؤمن بالحب والمشاعر النبيلة التي قد تتولد فجأة لتلغي الحواجز والقيود ..كاتيا ..تعلمت ان تبحث عن السعادة وتلاحقها لان من المستحيل الجلوس على كرسي الحديقة ..او امام البحر وانتظار ما قد تسفر عنه الايام او السنوات ..
كاتيا لا تتصنع ولا تجامل ..تقول دائما ما تشعر به ..وحين تضيق قد تنفجر باكية كطفلة صغيرة وحين تغضب تصرخ ..وحيت تهدأ تسامح وتعتذر حتى وان كانت غير مذنبة ..
كاتيا تركت عملها و بيت الجدة في فترة الاستعدادات لعيد الميلاد.. ودعت اصدقاءها واقاربها وجاءت لتخلق لشخص ما المفاجأة ..لكنها فوجئت انه ممثل اتقن جميع الادوار ..من رجل اعزب مغترب يؤمن بتسامح الأديان و تعدد الثقافات خاتما رسائله كل مرة بأشعار شارل بودلير .. الى رب اسرة شرقي بالتوابل ..
كاتيا ..غضبت ..صرخت ..حزنت ..بكت ..جمعت شتات نفسها وقررت ان لا تضيع فرصة وجودها هنا ..فاعلنت الزمن سفرا ..وهي تضمد جرحا دفينا .. سيندمل مع الزمن .
يتبع
قصة قصيرة
سميرة الورداغي