حكايات القصص (2 )
——————–
حكي لي صديق عسكري في الثمانينيات أنهم ، اقترحوا لعبة مبتكرة للتخويف ، إذ أحضروا جميع منتسبي أحد الافواج وقرأوا عليهم حكما بالأعدام على ضابط من المشهود لهم بالبطولة في المعارك ، وكانوا قد عزموا على اطلاق سراحه بعد الانتهاء من اللعبة وتكريمه . لكنهم قبل الأعدام بدقائق لاحظوا أن راس الضابط تدلى بين كتفيه وهو مشدود على وتد الأعدام . لقد فارق الحياة من شدة الرعب .
===================
القَســــــــــْـــــوة
عندما هبط ملك الموت في ذلك المساء ، حزمتْ آلاف الأرواح أنفاسَها واستعدّت للصعود ، لكنَّ قلقاً حيّياً ألمّ بقلب ملك الموت ، فجعله يتوقف برهةً ؛ لقد تلقى أمراً الهّيا غريباً : ( هناك في ساحة إعدام يستعد رجال مدججون بأسلحتهم للإطلاق الكاذب على رجل بريء ) . وبلمح البصر توقف فوق رأس الرجل وأتيح له أن يقرأ ما يدور في رأسه ، لقد كان الرجل يفكّر بالظلم والمغفرة . وكان حزيناً ومروّعاً .
غمغم ملك الموت منبهراً : لأول مرّة أجدني شريكاً في تسلية دنيوية! فأعد نفسه لمرح نادر ، ثم أصغى إلى الإيعازات السريعة الزاجرة وسط جو معقودة فوقه سحابة من الصمت . وما كان قد رأى قبل اليوم أياً من مظاهر القسوة لدى البشر ، لأن واجباته تبدأ عادة بعد ذلك بقليل . لقد آلمه حقاً أن يرى القوم يحتفلون بآثامهم ، ومع ذلك خاطب نفسه قائلاً : شكراً لك أيها الرب الطيب لأن تسلية مثل هذه لهي أكثر مّما يطمح إليه ملك جلفٌ مثلي .
وبعد قليل ، رأى الرجال وهم يتجنبون بنادقهم ، ثم أعلن العفو عن الرجل . تمت اللعبة وأوحي إليه الانطلاق لمواصلة مهمته : إنَ آلاف الأرواح تحزمُ أنفاسها الآن وتستعد للصعود ، وقبل أن يخفق جناحه فوق الحشد مودعاً رأى ملك الموت ما أرعد فرائصه . لقد استرخى رأس الرجل وتهدّلت أطرافه . إنه ميّت حقاً . فقال ملك الموت في سره : ألستُ من كان سيقبض روحه لو أن الرب هو الذي أراد له أن يموت .
(من مجموعة رماد الأقاويل )