هادي عباس حسين
اني في منفاي ورفيقاي الابدين هذه السكارة القاتلة وقنينة النبيذ الملعونة وتمر عليهما نسائم هواء بارد من نافذتي الخشبية الشبه محطمة من جراء فقداني السيطرة على نفسي يوم رميتها باخر كاس لم ترغبه نفسي كانت رافقتها صرخة من اعماقي
_ ملعونا زمن كهذا…
حدث هذا في احدى ليالي الصيف الفائت ولن اقم بتصليح ما كسر فانا عاشقا لنسائم الهواء لان في جسدي نارا تتوقد وحرارته ترتفع كلما امثكثرت من هذا الشراب المميت، نظرة سريعة واخرى ابطيء وكل شيء لن يتغيير في حياتي حتى كلبي الوفي وجدته مصطحبا كلبة معه في الحديقة الخلفية لداري القديم
خوفي يتزايد وانا اردد مع نفسي
_ تبا لك يازمني..فقنينتي على وشك النفاذ..
سحبت جسدي الثقيل وبخطاي البطيئة تجاه الفانوس الذي تراقصت اشعته لادقق مع سؤال لم اكرره منذ ايام
_ ايعقل انني احتسيت كل ما في القنينة..
جاءني صدى لصوتي ليمتزج مع كلماتي
_ بقى القليل ..يا حيرتي..
فبدلا من ان استمر في الشراب حاولت ان اضع قسما من دموعي النازلة داخل القنينة مرددا
_ساملؤك ..كلما حاولت ان تنقصي..
ودموعي تنهمر وروحي يعصرها الالم وبداخلي ثورة كبرى لانطق بصوت شجي
_ يا ربي..يا من سويتني وخلقتني ارحمني ..وامليء قنينتي.. الم يقولون لي..
استدرت بجسدي تجاه بيت ابى قاسم وتذكرت كلامه
_ ان الله يفعل ما يريد وهوعلى كل شيء قدير..
خطابه لي جعلني اكمن له كراهية كبرى لانني احس بانه احسن مني ،عدت لادراجي متمعنا للسماء ومتوسلا بخالقهن قائلا
_ يا رب..انك على كل شيء قدير وفعالا لما تريد..امليء قنينتي ..اعاهدك انا ان اكن احسن ..
دموعي تنزل وقلبي يخفق وشفتي جفت فان كل مالدي من
خمرة نفذت حتى قلبت للقنينة على عقبيها لتنزل اخر فطرة والتي اصبحت نفسي متوقة لها صحت باعلى صوتي
_ ارحمني يا ربي فقد نفذت خمرتي والليل ما زال يساعاته المتعبة ، رنات ساعة الحائط المتتالية اثنتان تقين نفسي ااساعة الثانية ليلا نهظت ..سقطت تهاوى الفانوس على الارض
النار تاكل كل شيء في داخىلي صرخة
_ لا تطفؤها ..دعوها تلتهمني..تنقذني مما انا فيه
سمعت ابى قاسم جارنا يقول لي
_ هذا ما حدث هنا..اتعلم ماذاسيحدث لك هناك..
وجدت اصبعه متجها الى سقف الردهة التي اسعفوني بها كنت لا اجريء على الرد عليه..بل بقيت صامتا وافكار تدور في راسي..وانا استفهم سؤاليله
_ ,اين هناك فوق السطح..