ماجد حميد الغراوي
منذ زمن بعيد وهي طفلة كانت تعاني من احداث قاسية في حياتها ، لم تمر عليها لحظة دون عنف يحيل أوقاتها الى جحيم ومهانة ، شردت وهي طفلة من غزة بلدتها التي ولدت فيها فرأت لأول مرة دموع ابيها وسمعت منه تمتمة حزينة لم تفقه مفرداتها وكان نحيب أمها الأقرب الى شغاف قلبها وهم يشردون من ديارهم .
كبرت وكبر العنف معهاوكأنه توأمها ليلاحقها بظلاله الكئيبة فتشهد مقتل زوجها برصاصات صهيوني متجبر ، وها هي تستذكر حياتها في هذه اللحظة بالذات ونظراتها تشخص بحذر الى هذا الماثل أمامها ، هذا الاسرائيلي المدجج بالسلاح والعتاد والمتفجرات يدخل دارها فيفتش ويعبث بأثاثه بلا استئذان ؛ تنتقل نظراتها بين رأسه المغطى بخوذة وبين عمود حديد اسند جانباً وكانت تخطو خطواتها بهدوء خلفه فلم تتوانى ولم تطل التفكير وأمسكت العمود بقبضتيها ورفعته الى اعلى وهوت به على رقبة الجندي فسقط على وجهه وتوالت ضربات اخرى بعنف حتى سكنت الجثة عن الحركة و سالت الدماء بغزارة بينما أخذت هي نفساً عميقاً والعرق يتصبب من جبينها وهي تردد بجزع :
– عنف …. عنف