صابر حجازى
مازالت فرقعة الشبشب تهوي عليّ ….، وصرخات السيدة التى تنظر من خلال شرفتها المقابلة تعلو..
تحرّكت بداخلي مشاعري الإنسانية وكل ما تعلمته وعرفته فى بلدي التى هاجرت منها لأستقر منذ عشر سنوات
فى هذا المجتمع الغريب عن نشأتي،وعن عقلي وأحاسيسي،
لكني حاولت أن أتعايش مع كل هذه الظروف وتلك العادات تحت الشمس الشديدة الحرارة،
عشر سنوات فاتت من عمري عندما تعرفت عليه فى بلدي وجذبتني أخلاقه وطباعه وسمات الشرق الجميل وغموضه وسحره المحفورة على ملامحه ،وأتممنا زواجنا ،وعدنا معاً إلى بلده ، لأجد هذا المجتمع الذى لا يرى فينا سوى إعطاء المرأه جسدها سعياً وراءالمتعة وحرية ممارسة الجنس ، ويعتقدون أن جميع نسائنا عاهرات دون تفرقة ، مع أن هذه الحرية لا تنفي من أحاسيس المرأة معنى الوفاء والإخلاص فهي إذا أحبت أخلصت وتركت كل ما فى الحياة من أجل هذا الحب مع هذا الرجل، وكأنه الرجل الوحيد الذى تراه فى كل الوجود.
ولكن عندهم المرأة تخون .. ولكن سراً ، بل وأحياناً يعلم زوجها ، ولكن كبريائه وعنتريته الموروثة تمنعانه من مواجهة هذا الواقع ..إنها الحياة الشرقية ،أما عندنا حينما يحدث ذلك يحاول الزوج مواجهته بشتى الطرق من أجل إستعادة زوجته وإن لم يفلح فهو على الأقل ينسحب..
واليوم ..
اليوم فقط.. فإن صرخات جارتنا في أم زوجي لتتوقف عن سيل فرقعة الشبشب الذى يهوي على جسدي .. أدركت أن عشر سنوات ضاعت من عمري هباء .. وحين رأيت دموعها مع كل فرقعة للشبشب على جسدي ، كان يتكسر شيء بداخلي ، كانت تجري أمام عيني الأيام والشهور والسنين ، التى عشتها متمسكة بالعادات والتقاليد حسب هذا المجتمع أنا لم أترك جسدى لغير زوجي.. ، أبداً ، بل تلك المرأة التي ضحك زوجي في أول مرة رآها
وقال
– هذه حماتك
يقصد أمه..، هى الخائنة
لقد رأيتها بعيني مع الشاب الذى تأجّر له إحدى الغرفتين على السطوح .. نعم .. لقد رأيتها،
ومن يومها ، وهى تتفنن فى تعذيبي ، وهدم قوايا ، والتنكيل بى أمام الجميع حتى لا أفشي ما رأيته،
لكن هذه المرة .. فإن يدى .. نعم يدى هذه المرة ترتفع نحو الشبشب،
لا بد أن يتوقف كل هذا إلى الأبد