“حكايتي مع الحُبّ”وقصص أخرى قصيرة جدّا /حسن سالمي
إرثُ أمّي
دخلتُ على أمّي كسيرة الخاطر ملقيةً محفظتي في ضجر…
- ما بكِ؟
- صديقتي!
ضمّت جسمي الصّغير إليها فشعرتُ وكأنّ الدّنيا تغمرني بدفئها.
- تعيّركِ كعادتها بِ…؟
وابتسمت رغم ظلال الأحزان على وجهها…
- الفقر الحقيقيّ يا بنيّتي هنا وهنا.
ونقرت على صدري ورأسي…
حكايتي مع الحُبّ
الغرفة دافئة منعشة يعبق فيها عرف شذيّ، مختلط برائحة طعام شهيّ يغمره نور الشّموع… وبدت تلك الحسناء في ثيابها المثيرة آيةً من السّحر والفتنة. غير أنّ وجهها الجميل كان يشي بقلق ما وهي تنظر في ساعتها بين الفيْنة والأخرى…
فجأة التمعت شاشة هاتفها فخفق قلبها بشدّة…
شهقت في ذهول وهي تتطلّع إلى صور رفيق عمرها المفترض، يراقص فتاة كالشّمس في ثوب أبيض…
بيوت منسيّة
جلس إلى المائدة صامتا واجما دون أن يصيب منها… وتفطّنت زوجته إلى أنّ رائحة الصّابون العالقة على بدنها، وزينتها المحرِّضة، وضوء القمر الذي يغمرهما لم يعنِ له شيئا…
” قم، قبِّل أباك!”
وأقبل عليه طفله باسما…
“اشتريت اللّعبة؟”
دفعه في قسوة فتدحرج الطّفل… ونام باكيا…
“حبيبي، ما بك؟”
” قَطَعُوا رِزقي!”
أريد طفلا
أطلّ من شرفة قصره على حديقته المترامية وخدمه الذين ينتشرون في أرجائها… كانت رائحة الورود والأشجار تعبق من كلّ ركن مختلطة برائحة التّربة البليلة…
ملأ صدره بهواء الصّباح، ووقف يتأمّل سوره الشّاهق البعيد وآيات بذخه الفريدة… ثمّ انتقل بصره إلى صبيّ رثّ الهيئة، يسوّي حوضا بيديه الصّغيرتين مطلقا ضحكات صافية كشدو البلابل… تنهّد بعمق متذكّرا زوجته الحانقة:
“جنّتُك من دونه جحيم لا يُطاق!”