شيء من أنثى
لا أدري كيف أبدأ حكايتي!؟ ولا أدري هل بتنا نعيش زمن الجاهلية؟ أم أنها بقايا عوامل التعرية وهي نفسها التي تعمد الى نزع ثياب جسد الوعي لتجعله رخيصا يباع في سوق نخاسة قبيلة او عشيرة، عالمنا الجديد يتخبط يبحث عن التطور في كل شيء حتي المشاعر والاحاسيس، أراني اجدع انف الواقع حين تأخذني موجة لتلقي بي على شواطيء متاهات الرغبة المحرمة.. حيث انظر الى واقعنا ارانا لا زلنا نباع كبضاعة رخيصة في صور أكثر تحضرا وأكثر رخصا… فغالبا ما نرى البعض يتباكى بدموع التماسيح تلك التي لا تبلل حتى المناديل الورقية كونها افرغت من الملح والناموس والغيرة… شُرِّعت وحللت كل مسميات البغاء وتجارة الاجساد والموبقات تحت ذريعة الحداثة والتنميق.. غير أن عبارة أدفع أكثر تتمتع أكثر هي نفسها التي دولبت نفسها من دنيا الربع الخراب الى عالم البيع الرخيص، فهاهي أنا الأنثى التي تبحث بأصابعها عن مساحة لم تتسخ برذالة بيع فجور فلم تجد… حتى الذي احبته سمعته يقول وهي بين احضانه… شئ من الوقت هو كل ما يلزمني حتى أتسلق تضاريس شفاهك بعدها أغرس سارية الرغبة معلنا وصولي القمة منتشيا بالنصر، أما هي التي كانت تلقي نفسها بين يديه وعلى صدره لتحظى بعبق النقاء بعيدا عن جسد تنهشه الذئاب لنيل لذة محرمة.. كهشيم النار اتطاير كلما اقتربتِ لتتدفئني بلهيب وجدِ الذي حسبت أني المفضلة لديك والحضن الذي تبحث عنه، صدقني كنت بين ذراعيك أنثى… فاكهة غير محرمة عليك، أعطيك ما لم ينله غيرك من جسدي الذي اشتراه من عاث فيه فساد نفسه… ظننتك صورة مغايرة عمن ينهشون لحمِ الميت فلم يبقى عندى سوى الشعور بك وتلك المساحة البيضاء التي اعيشها معك الى أن ملئتها بخيانتك لعهد بيني وبينك، فعلمت بعدها أن الخيانة رس متأصل في الرجال… همهم الرغبة والرذيلة كما الغزو… غزو الجاهلية الأولى تلك التي صار رجالها يسألون ساعات الليل الطويل الزنا الغير محرم، وإلا هل سمعت حكاية اعمدة الطرقات وحكايات العاهرات في العالم الجديد وذاك الذي يبحث عن ثمرة الخلود في ما بين أفخاذها؟ يا له من مجنون كأن العالم انحصر في مقدراته الى ذلك المكان الذي ما أن يشم بيئته الرجل المتحيون حتى يصبح شيطان العهر… إننا يا هذا لم نتغير فلا زالت المرأة جارية وأمة وتابعة وملك اليمين… حتى الدين لم يستطع ان يغير من الامر شيء، لا زلنا نؤمن بأن المرأة خلقت للجنس والبغاء، أما شر الشياطين هم من رجالات الدين يبحثون عن المتعة بتفسيرات آيات قرآن، يبحثون عن سلوكيات معوجة تبيح لهم ان يخونوا المواثيق والبراهين الإلهية… شرعوا بفتح ابواب الدعارة، صالونات وحانات الرذيلة باساليب متحضرة… شيء من الوقت كنت ارجو ان يستوقفنا لنعيد تأريخنا المثخن بالرذيلة… لا أريد منك ان تجعلني اعبد الرب وانت تدخل عالمي بحجة الورع، تتعبد الله في محرابك وتمد أصابع يدك ولسانك يتدلى لاهثا كالكلب ممسكا بما بين فخذيك، كي تُمَنيه بتمتع او مسيار محرم بعقد مؤقت سمه ما شئت إن عالمك يا هذا موبوء ونحن الضحية… منذ خلقنا الله ونحن نشعر بالضعف والخيبة… الضعف كوننا فُطرنا على سجية التابع للرجل، ضعفنا يتجسد بالطاعة العمياء وغيرها يفسر بالسقوط والجبروت، اما التابع فكون صورتنا التي خُلِقنا بها كأننا نرغب أن تكون كذلك، وإلا سننبذ من عالم النساء وللتأريخ شواهد… كم خدعتني؟!! لقد رسمت في احلامي أنك الرجل الوحيد رغم تلك الذئاب؟ لكني كنت مخطئة، فعالم الغاب الذي نعيش لا يمكنه ان يمنح للخنازير أكثر من بيئة ومستنقع كبير مليء بالرذيلة، إني أنثى خبت شمسها فصارت لا تستيقظ إلا في ليل مظلم وانوار خافته… يسترق السمع معها من باع واشترى، يستمني نفسه كي يثير غريزته، يعلن للجميع أنه سيكون الفاتح المنتصر الذي غزا الغرب وأوربا بقضيبه بعد ان استفحل وصار فارسا عربيا اصيلا كالحصان الذي اورث جيناتها الى إناث عالم الغرب وأوربا فصار رغباته وموروثاته منتشرة في العالم، فأنت يا من كنت لي من ملة شأنها أن تكون تابعة، تلبس القشور وتتباهي في ما لديها من تلك الأمم فدينكم ديناريكم, النساء صارت قبلتكم… أما الصليب فأمل بباب النجاة لكم، فلتدق أجراس الكنائس لتعلن أن سفن الرغبة ستعود وأن عالم كاليغولا سيبعث من جديد مع عاهرات روما والعالم، ستتعرى الخطيئة والرذيلة لترتمي متشمسة على رمال بحر الصحراء ليغزوها الغرب، يطلبون منها إما الجزية او الدخول في الاسلام… الإسلام الجديد راعي تجارة الاجساد والرقيق بذريعة التدين عنوان لكل المحرمات.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي