“جحيم العرفان”وقصص أخرى قصيرة جدّا.
بقلم: حسن سالمي
الإعدام شنقا
اكتظّت قاعة المحكمة بمئات الصّحفيين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم يسجّلون آخر محاكمة لرجل شغل النّاس…
وما يثير الحيرة والتّسآل، هو ذاك المظهر الذي بدا عليه الرّجل داخل قفص الاتّهام…
وسرعان ما سطعت مصابيح التّصوير في وجهه الشّاحب، وتزاحم حول قفصه جمهرة من الصّحفيين:
“هل تعرّضت للتّعذيب؟”
“هل حقّا حاولت الانتحار؟”
“حدثّنا عن أحوالك في السّجن؟” …
جحيم العرفان
“مفعولها ساعة واحدة.”
وناولني حبّة دواء وانصرف باسما…
عندما وقفت زوجتي تنثر في مسامعي ورد الكلام، كانت حاسّة أخرى لا أدري منذ متى نبتت في، تنبئني بما يدور في خلدها فصُدِمت وذُهِلت. ثمّة رجل آخر في حياتها تقاسمه فراشي…
وعندما حضر لديّ ابن أبي وأمّي كنت قد نفذت إلى سريرته فذُهِلت وصُدِمت أيضا…
“ها قد رفعنا عنك الحجاب فماذا وجدت؟”
“إذا تعرّى العالم فقد بهاءه.”
النّصر للظّلام
فجأة قفزت أفعى في الهواء، التفّت على الشّمس وابتلعتها…
السّرّ
قطَف زهرة…
“خذ، هذه حياتك!”
التّرجمان
ما فتحوا أفواههم قطّ، إلّا وامتلأ الفضاء والتّراب بروائح أنتن من الجيفة. بعد الفحص والتّشخيص، شرحت صدورهم فإذا هي مملوءة دما وقيحا…
ضِدّ الطّبيعة
“انصبوا المشانق…”
“إليّ بالطّين.”
“ماذا تصنع يا مولاي؟”
“أصنع شعبا آخر.”!
العصر
رأيته يطوي السّماء كسجّادة صلاة، ويأكل النّجوم بالشّوكة والسكّين…
حدّثتني قهوتي
في قعر الفنجان فجوة للغيب. أنا وحسناء وكرسيّ ومقصلة…