مصطفى الأدهم
ليس من اليسير التفكير. ولا من العسير التغيير. لكن، الإستدارة يجب أن لا تكون فقط للإثارة! أن يغير الفرد نفسه نحو الإحسن؛ سواء أكان مفكرا أم جاهلا. فهذا دليل حيوية. فمن أجل التفاعل مع المحيط لا بد من التكيف، أحد الطرق إلى التطور، للتعاطي والإستيعاب .
لكن، أن يردد مدعي للفكر، خزعبلات الرعاع بشكل ببغائي منفر خال من كل ابداع.. فأنه بذلك يهبط بثريا الفكر إلى ثرى الجهالة. فالبطولات الفكرية ساحاتها الحقائق، وميادينها المعطيات التي تدعم بنيان النظريات. لا ترديد الخرافات واجترار العنتريات والطائفي من المعلقات؛ بما يناقض الواقع، ويستفز كرامة المنطق، ويهين الفكر، ويزدري العقل.
فأن يكون طاغية كصدام “بطل مقدام”، وعبد مؤمن “فقط” لأنه صعد ب”شموخ” مدعى إلى منصة الإعدام، وتحته وبحسب “المفكر الهمام”، “جموع تستحق الموت”.. !؟
فهذا تخريف وتزييف.
أنها اهانة للقائل، قبل أن تكون للمتلقي. والفكر بطبيعته يحتقر النفاق، ويشمئز من الكذب والدجل بأسمه والتمنطق بأسم القلم.
ليس من العسير مجاراة نهم الشارع العربي؛ بشقيه القومجي، والطائفي ألمحب لصدام، بغضا في علي، لا حبا في معاوية. لكنه من العسير مسح هكذا نقطة سوداء من جبين ادعى صاحبه يوما؛ شرافة التفكير، ومحاربة التخلف والفساد.
فكما أن للسياسة فسادها، فأن للفكر فساده. وللقلم فساده. وللكملة هي الأخرى فسادها. من هنا نفهم أحد أهم اسباب تخلف هذه الأمة، وتقهقر شعوبها عن اللحاق بركب الأمم واذيال التقدم، أو اقله مجاراة أرث الاجداد؛ لأن فيها شخصيات “فكرية”؛ انتهازية من نوعية صاحبنا مادح “بطولات” صدام – الذام في الوقت نفسه طغيان القذافي! في سخرية شيكسبيرية ملفتة!
وكأن ايمان فرعون – الإنتهازي – لحظة الموت انجاه من الغرق الدنيوي والعذاب الأخروي! – كي ينجي قول انتهازي للشهادتين صدام من جزاءه العادل في الدنيا والأخرة؟!
أن هكذا عينة – فكرية – تحلل بوعي أو جهالة؛ الإجرام. تحت يافطة “الشهادة عند دنو الأجل تمحي ما سبقها من جرائم”..!!
وهم فوق هذا وبصلافة يوزعون الرحمة الإلهية حسب أهوائهم الطائفية والشوفينية، وخزعبلاتهم الفكرية. والأنكى أنهم وبعد كل ما سلف، يتنطعون بمحاربة التجارة بأسم ألدين!
هو الفكر من يقتلون بأسم الفكر. والحقيقة من يحاولون أن يدفنوا بجاهليتهم. وما بينهما؛ مصداقية مغتصبة من هكذا قلم بيد هكذا “مفكر” !! …