أحتاجك أنا
قالت له : لا تسلني سل لهفتي شوقِ!؟ أترك كل هذا، سل نفسك هل استحق هجرك؟ من الذي يمكن ان تتصوره ان يأخذ مكانك الا تعلم أنه لا يوجد من يستحقني غيرك، لقد اتعبتتي، ولهي يقتلني يسقمني فراقك دون سبب لا استطيع تحمل ان تجرحني ارجوك أعد نفسك لي أترك كل ما ظننت، ألا تعلم ان بعض الظن أثم فلا تأثم بجريرة هجريارجوك حبيبي إني احتاجك بل حتى الاماكن كلها تشتاق لك إن العيون التي رسمت فيها خيالك تشتاق لك… هوسِ خوفا أنك لن تعود وعذابي أنك لن تصدقني، ماذا جنيت؟ ألأني أغار عليك فكل شيء حولي يذكرني فيك حتى لو ان غابت شمس الله لا يمكنك ان تغيب عن روحي وأجدك الآه التي اتأوه وأحب أن اتوجع بها، فقط لأنك مصدرها…لن أغفر لك ابدا هجرك إن عزمته… لا سأغفر كل خطاياك حبيبي فأنا خطيئتك التي تثاب عليها دون غيرها، سل الليالي كم عذبها السكوت و كثرة الهواجس في انتظارك تلك لحظات يذبل فيها قلبي إلا من إروائها أسمك صورتك أنفاسك… حبيبي لا تجعل صمتك نديمي وجنوني ألا تخاف ان تنساق الى ظنون تسحق فيها براءة الأمان الذي اشعر به حين تكون قربي، مالك تغيرت؟ استغرب انقلابك فجأة!! حتى أني ذهبت الى كل الاماكن التي تحدثنا فيها أسألها ما الذي حصل؟ هل أخطأت في كلمة او جملة او عبارة؟! لفاني الجنون حبيبي لا يمكن ان تبتعد أكثر، لقد سألتني أماكن كنت قد مررت فيها تسالني لم تسير وحدك فيها؟ سالتني لِمَ لم أكن معك فيها حتى الصمت مزق جداره وسألني اين الشوق الذي كنت ترسله مع الريح يحمل عطرك نفحات الوله التي تهديء من روع انتظارك بقلق، لكني بحثت حولي فلم اجدك، صدقني حتى أحمر الشفاه الطوبي اللون الذي ارتديه يسألني عن جفافة على شفاهِ دون ريه بشفاهك… كنت أظن كثيرا لكن يا حبيبي لم يبقى من العمر شيء لا تجعل ظني يخيب، لقد ضاع من العمر ما يكفي، عد أرجوك لا تجعل مني وقد غادرت مثلي عنك السنين… لا تجعل أبتهالاتي تموت في محراب الوحدة ولا تجعل قرابيننا التي اودعناها الى رياح سموم تحرق وريقات عمر باتت معلقة على اغصان يابسة… حبيبي لقد أصفرت تلك الوريقات منذ زمن بعيد غير أني تحملت عنادك، تذمرك، تقلبات امزجتك فقط لأني أحبك صدقني لن تجد غيري يمكنها ان تعيد صياغة حروفك المبعثرة او كلماتك المتقاطعة، حتى الموسيقى التي تسمعها كنت اختار نوطاتها رغم مرارتها، أحيانا أشعر بتمزيقك لآهاتي التي انضوي تحتها وأراك تعصر عمري مثل العنب الذي ترتاده خمرا ومع ذلك كنت اتراقص بين يديك لأنك تشعرني بأنوثتي… عانيت وعانيت حتى حزني لا ابوح به ولا اظنك تعرف شيئا عن معاناتي فأنا يا حبيبي كنت وسادتك التي تدس راسك فيها كي تحلم بعيدا عني ومع ذلك كنت أرى احلامك بغيري وأجاريك شططا فطالما رميت بالنرد بعيدا عن طاولة اللعب الذي تدور حوله لكن في الآخر تعود وتجد باقة ورد التي تحب على نفس الطاولة لأشعرك بأنك مهما خسرت فأنت الفائز الاول … هل تتذكر عندما قلت لك أنك النشوة التي احب أن أشعر بها بعد شرب كأس من النبيذ المعتق معك بشكل دائم لكني اتوق إليك رغم طعمك الغريب؟ لحظتها بحت لي بأني معبودتك التي حلمت ان تكون تعزف لك بقيثارة آلهة الحب معزوفة الخلود التي تعشق.. وبسذاجتي صدقتك ومثل فراشة حالمة رميت بنفسي حيث لهيبك الذي احرق أجنحتي فما عدت استطيع التحليق بعيدا عنك… يا لجنوني بك ويا لعنتي التي لا تنفك قاتلتي، سأعيد صياغة كل ذلك وللمرة الاخيرة أحتاجك انا اليوم وأمسِ، روحي ونفسي لعلك لا تصدق اشتاق لك حتى وأنت أمام عيني، سانهي عتبِ سأعود حيث التقيتك أول مرة سانتظر هناك ومتى ما غادرت الشمس وقتها سارحل والى الأبد…
أبتعدت عنه وهي تثقل بنقل أقدامها حتى تمنحه أكبر وقت ممكن لمراجعة نفسه واللحاق بها، خوفها أن تنتظر دون ان يأتي ربما لانها جرحته… هكذا ظنت
أنتظرته وهي ترمق الشمس التي آن لها أن تأفل بعيدا عن وجوده قربها، هزت رأسها وقد أغرورقت عيناها بألم أعتصر قلبها جعلها تتأوه بعبارة يا لقسوتك ألم تسمعني أقول لك أحتاجك أنا وضعت رأسا بين يدها وهي تبكي وجعها بشدة… قامت فجاة تحاول الابتعاد بسرعة غير أنه كان راكعا ممسكا بيدها وهو يقول: أغفر لي فأنا إن لم أكن أستحقك فأنت الحياة التي دونها أموت فساميحني.
القاص والكاتب / عبد الجبار الحمدي