أُعْلُ هُبـَـــــــــــل! “
وقصص أخرى قصيرة جدّا. بقلم: حسن سالمي
السّـــــــــــــــوس
- مسرور. اضرب عنقه.
- حاضر مولاي.
*****
- أبدلك عنقي بجرّتين من ذهب؟
- ضعهما بين يديّ وانطلق.
*****
- جرّة الذّهب هذه لك يا مولاي!
- اقطع عنق الشّعب يا مسرور!!
عِرق إبليس
يدخل بيته ملفوح الوجه يقطر عرقا… من ركن الدّار ترتفع زعقة… زوجته منتفخة الأوداج، منفوشة الشّعر…
“أمّك…ثمّ أمّك… ثم أمّك…”
يختطف سوطا…
“الرّحمة يا ولدي… الرّحمة “!!
يختلط وقع السّوط على جلدها بصرخاتها الملتاعة…
يأتي صوت زوجته من خلفه…
“زدها… زدها…”
“آآآه… لا أراك الله ربحا.”
الفقيــــــــــرة
الولدان يلعبان في حديقة البيت، يدخلان ويخرجان… رأياها تقشّر السّمك، تفوّحه، ترمي به في المقلاة، فيطشطش وتفوح رائحته الشهيّة…
يسيل لعاب الطّفلين… يمدّان أيديهما فتزمجر الأمّ وتبالغ في نهرهما…
عندما ينفد صبرهما يدخل ولدها:
“مَامَا جِيعَانْ. حُطِّي لُفْطُورْ.”
الولد الآخر يتوارى وراء الجدار… يسمعها تهمس في حدّة:
“اِسْتـَنَّ لِين إيرَوَّحْ وِلْدْ عَمّْتِكْ”!
أُعْلُ هُبـَـــــــــــل!
- كم هو عجيب هذا الصّنم. أملس ومنتصب.
- ونافر العروق…
- ما مكانته هنا؟
- إنّه إله العرب الجديد.
- إله؟!
- الحداثة، هي دينه الأوحد.
في هذه اللّحظة يمرّ بهما شيخ عربيُّ الملامح…
- وهذا واحد من سدنتها. اسأله.
“يا شيخ، ما الحداثة؟”
“أن تديم النّظر في جزئك الأسفل”!
النّبأ
تنشقّ السّماء عن طائر غريب. ينقضّ فجأة ويطير بي في جوّ السّماء. أرقبه من أسفل، فأراني وإيّاه نقطة واحدة… أسمع هاتفا: أظنّه نسي منك شيئا على الأرض…
آدم
يخرج منّي ماء كثير، فينبت البشر من الأرض كما تنبت السّنابل… ينقسمون إلى فريقين… تندلع الحرب بينهما وتدور آلة الفناء… يخرج منّي ماء آخر… قاتل ومقتول…