جواد غلوم
1) في بلادي لا توجد نزاهة الاّ في الشعارات واللافتات والعلامات واللوحات الإرشادية الدالّة وأروقة بناية اللجنة المسماة بالنزاهة وفي شاشات التلفزيون ، والتي يمكن ان نسميها / متلازمة النزاهة العاطلة التي لاتهشّ ولا تنشّ .
2) نخبتنا الاكاديمية من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه في زماننا هذا يحضّرون الشاي والمرطبات والسندويتشات مع أهليهم ومعارفهم وأبناء قبيلتهم بصحبة شاعرهم المسمّى ” المهوال ” اثناء تحضير أطروحاتهم المشتراة من مكاتب باب المعظم تتضمن التأليف والبحث والطباعة ؛ اي تحضير موائد ومرطبات ومشروبات ساخنة ولا تعبأ بأطروحاتهم بقدر تعبئتهم لتحضير المشارب والكؤوس والساندويشات بصحبة الهوسات العشائرية .
3) في الكثير من أحيائنا في المدن يقوم نازحو الريف بتربية الدواجن والكلاب في زوايا البيت وتعيث مواشيهم في الساحات الخضر ومكمن المزابل تماما مثل أولادهم يتربّون في الشارع والأزقة الخلفية .
4) اثناء الازمات ومنها أزمة الكورونا الحالية يقوم المواطنون بمعالجة الدولة المفلسة من أموالهم اذ تنقلب المعادلة السائدة بمعالجة الإنسان على نفقة الدولة وتصير معالجة الدولة من قبل مواطنيها حيث يتضامن الناس مع بعضهم البعض وتوزيع سلال الغذاء بين الناس أنفسهم بينما الدولة تتفرج ولا تعبأ .
5) السفلة والمنافقون ولصوص الساسة ومختلقو النزاعات في الدرك الأسفل من جهنم بينما في الحياة تراهم في صدارة القنوات التلفزيونية والصحافة والإعلام واجتماعات مجالس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .
6) متاجرو الدين وطالبو الجاه والحظوة ممن سرقوا أموال المسكين واليتامى والمعوزين من أبناء شعبي كثيرا ما يقيمون موائد رمضان الرحمانية للمسلوبة حقوقهم وأموالهم من أمثالنا ويبدو اننا من دعوناهم لهذه العزومات بخيراتنا المسروقة لكنها تجيّر لهم .
7) محال ان تجد محاسبة في كل مرافق دوائرنا الرسمية باستثناء وجودها في محاضرات كلية الإدارة والاقتصاد وفي المعاهد الاقتصادية حصرا .
8) الحق اقول ان مجلس الوزراء ووزاراته العديدة تملك مواقف كبيرة وإلا كيف تتراصف سياراتهم وسيارات حمايتهم الكثيرة التي تقارب المئة مركبة ليستوعب مرآبهم .
9) لأن دولتنا أضحت متدينة جدا وتخاف الله تماما فقد بدأنا نسمع في التاكسي وفي حافلات النقل العام العديد من الأناشيد الدينية وكثرة الرواديد وخطب الروزخونيات بدلا من صباحات فيروز وأماسي ام كلثوم ومقامات ناظم الغزالي .
10) في بلادي هناك أناس تعيش معيشة جيدة وبحبوحة يحسد عليها ، بينما هناك أناس بالكاد إنها تعيش لتصرخ في التجمهرات رغم نكدها وأوجاعها : عاش فلان ويعيش الحزب الفلاني والفلتاني .