لمحة في قصيدة ” يا سمانا “
يجتهد القارئ الذي يبحث عن الدلالة في بنية النص الشعري ، بمحاولة التقاط خيوط النص لينسج من الدلالة التي تتوارى ولا تنكشف الا بمجهود من المتلقي لتحقيق لذة اكتشاف المعنى … حيث يقوم بالربط بين ما أثاره العنوان في الذهن وبين معطيات النص وشفراته …
نرى الشاعر يقف تحت قبة السماء وينظر في مراياها التي تعكس صور المكان وتأريخه الضارب في القدم وماذا جرى على ارضه …
فهو ينادي السماء التي تخص هذه البقعة من العالم ” يا سمانا ” يا خاصتنا التي تعود إلينا وننتمي لها …
هنا يوظف الشاعر دال السماء باعتبارها رمزًا للخير والحق والانعتاق والسمو والعطاء … ليصبح دالًا زمكانيا ” قد يشي ويشير الى الرسالات السماوية والنواميس الكونية لقصص الخلق البدئية …
ركب الشاعر دال السماء مع معاني اخرى أكسبها دلالات مختلفة …
فهي ذاتها كانت مصدرًا لهطول الامطار التي ينتظرها الناس لتطهير الأرض من المعتقدات الأرضية والعبودية …
وقرن حال السماء في السياق بدال ” الرب” الذي
هو كحال السماء الأولى الأصلية ” سمانا”
” وربنا ” ليس ربهم الذي يحمل السبح ” ويطلق اللحية ويلبس المحابس ” فربنا ليس مثل ربهم … يا سمانا “
واذا انحنت سمانا وجثت على الارض لحظة … فان كل سماوات الكون ستقوم وتعلو بها …