مِنْ حَمأَةِ الظنون ..
……………………..
جرحٌ آلَمَ شفرتَهُ وأغرىٰ الصحائفَ لتبوحَ بالحبرِ الأسودِ ! جرحٌ واحدٌ بَلْ جراحٌ باتَتْ يائسة من نزفها الأرواحُ
ونحنُ لا نملك إلاَّ أنْ نصفقَ راحاً براحٍ تعانقَتْ هيّ والقذى ظاهرُها همسُ الجداول وباطنُها عمقُ البحارِ مكتوبة بالدمعِ مبللّة بالوجعِ وعلى أديمها ملحٌ أجاجٌ قدْ ضجّتِ الصدورُ فتقيّأتْ غصصَ بوحِها وهجاً يضجّ بالاحتراقِ نفثاتٌ حانيةٌ كحبّاتِ الندى تروي وردَ أحواض مهجورةٍ لا تصلها شمسٌٌٌ تحترق أو بركانٌ يلتهبُ فيتردّدُ الصدى بينَ مساماتِ الصمتِ وينادي على الغيمِ ليمطرَ فتتدلىٰ رسائل مغلفةٌ بأغلفةِ الصدقِ مكتوبةٌ برحيقِ الوردِ مهجَّنةٌ بالأقاحي والأريجِ زنابق تنمو على أوراق مبعثرةٍ فيشعّ ضوعُها عبرَ المدىٰ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ