نرسيس
انتصَبتُ شامخًا، بينما انحنى ظلِّي إليَّ متوسِّلا…وقَبل أن أقطَع لسَانه سألَني: ألم تملّ من النَّظر إليّ، انظر قلِيلًا إلى نفسِك!
أُحاول أن أبلغ الجِبال طولًا وأنا أُزيح من أمَامي بقايَا المرايَا المكسُورة!
أُضْحُوكَة
بِصعوبةٍ ينجو من الإحباط…يَرسُم على وجههِ ابتسامةٍ، يُخفي بها وجَعه عن المُشاهدين…وحِين تنطلق ضَحكاتهم، ينتهي العَرض.
يتوارى عنهم…يقفُ أمام المرآة طَويلا…يُردّدُ : ” الحَياة قصيرة،
الحَياة قصيرة…ويَبكي”.
صَالِح
كلَّما حدَّثهُم عنِ الصِّدق تفَرَّقوا عنه، هُو الآن وحيدًا يُعاشِر السُّكوت…حتَّى أصابَته الحُبسة. يحَدّق إليهم بدهشةٍ، وهُم يؤلِّفون الحكايَات الجَميلة على لِسانه…ويضَعون الزُّهور علَى قَبْره!
هُزَال
مُذ تَحرَّك…تَشابكتْ الطُّرقات.
رَام وجهَ الشَّمس…لم يكفِه الزَّاد للعُبور إليهَا… تَوَقَّفَ، ثُمّ أَقْبَلَ إلى المَضيق الذِّي نِهايته الظَّلام.
آخِر الزَّمَان
انتَصب ابن اللَّيل وفي يَده سوط مِن حَديد.
صَبَّ عليهم العَذاب…أَمرهم أن يَصلوا الصِّيام ، ولا يأكُلوا شيئًا…
أَقبَلوا على ابنِ الحَرب يَستَصرخُونه…
نَهض مِن قيلُولتهِ متثَائبًا، ينظُر إلى السَّماء من جِهة الغَرب، يتحرَّى هلَال العِيد!
مريم بغيبغ/ الجزائر.