سقوطٌ إثْر سقوط ..
………………………
وحدهُ النهرُ يعرفُ أسرارَ الفجيعةِ فاغراً فاهُ يلقفُ ما تلفظهُ أفواهُ المآسي في الدروبِ المظلمةِ قدْ ضجّتِ اليابسةُ فتقيّأتْ رمادَ ركامِها جزاءَ ما احتطبتهُ أَيْدُ المآثمِ في حرائق الشبقِ ، تراتيلُ الأمواجِ الطامِحَةِ تتردّدُ في أقواسِ الصعودِ والنزولِ بينَ الرجاءِ والسؤالِ سكنتْ بعدَ ما جُبِرَ عقرُ أرحامِها ولها دفءٌ يزدري بحواضن أدمنتِ الصقيعَ تهجنتْ عراجينُها تناسلتْ عبرَ أجيالِ الرذيلةِ والفسوقِ فتهاوتْ من علياء قممِ الرشادِ إلى وديانِ السقوطِ بطقوسِ الغلِّ وصديدِ الغيظِ فأصابتِ الأمومةَ بالزهايمرِ وتبعثرتْ خارطةُ العقوقِ راسمةً الظلالَ بخطوطٍ متعرجةٍ وألوان باهتة لا تنتمي للازورديّةِ السماءِ ولا لزرقةِ البحرِ فاختلطَ الهديرُ بالزعيقِ غارتِ الأجسادُ المخمليّةُ في قاعٍ سحيقٍ وحلّقتْ أَرواحُ العصافيرِ في فضاءآتِ النشور .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ