حيدر صبي
حتى الساعة بلغ عدد المتوفين بفعل الوباء القاتل ” كورونا ” قد تخطى حاجز ال 2000 متوفي و 19967 من المصابين ضمن اخر احصائية رسمية اعلنتها الصحة الصينية , ومع تزايد خطر انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة ليصل الى عدد من دول العالم , كان ان سجل بعضها وفيات عدة بدأ ناقوس الخطر يدق على تخوم الحدود العراقية – الايرانية اثر دخول ” كورونا ” المدن الايرانية ليسجل اصابة 11 شخصا ووفاة 2 في مدينة قم الايرانية وحسب وزارة الصحة الايرانية , الامر الذي دعا الرئيس الايراني حسن روحاني توجيهه بتشكيل لجنة ضمت وزراء الداخلية والصحة والنقل والسياحة اضافة للمتحدث الرسمي للحكومة وومثل عن الاركان المسلحة الايرانية واصدار قرار بتعطيل المدارس في مدينة قم .
ان استنفار المؤسسات الايرانية كافة مع ما قام به روحاني من تشكيله للجنة العليا تشير الى ان هناك بات ما يشبه الخطر الحقيقي الذي يلوح في الافق من ان المدن الايرانية باتت مهددة فعليا بالوباء وان فيها اصابات اعلى من الرقم المعلن , وما يؤكد ذلك الاجراءات الاخيرة التي قامت بها الحكومة الايرانية من تخصيص مشفيين في مدينة قم لمعالجة المصابين من الفايروس .
العراقيون في غالبيتهم يقصدون ايران للسياحة الدينية وفيما من الجانب الاخر هناك اعدادا تصل لاضعاف مضاعفة من الزائرين الايرانيين يدخلون الاراضي العراقية لذا يكون العراقي قد وفر بيئة مثلى للاصابة بعدوى كورونا الايرانية سواء في الداخل الايراني لينقله الى العراق او انتقاله لعراقيي الداخل بفعل تواجد السواح الايرانيين واختلاطهم مع المواطنين .
ما يثيرالدهشة والاستغراب معا ان الحكومة العراقية حتى الساعة لم تتخذ قرارا بمنع سفر مواطنيها نحو ايران وكذلك كان يجب عليها وفور علمها بتواجد كورونا في ايران ان تغلق كافة منافذها الحدودية بوجه الايرانيين وان تصدر قرارا بمنع الزوار الايرانيين من دخول اراضيها مع تشديد الاجراءات الوقائية وتهيئة فرق الفحص واستيراد الاجهزة المختبرية والوقائية الفعالة ومن مناشيء عالمية , نعم وجدنا هناك بعضا من الاجراءات المتخذة بهذا الصدد غير انها مخجلة جدا خصوصا في منافذ زرباطية والمنذرية والشلامجة .
وزارة الصحة العراقية تقع عليها مسؤولية كبيرة في اتخاذ ما يلزم من اجراءات وقائية خصوصا في مطاري بغداد النجف الدوليين كونهما بوابات واسعة للوافدين الايرانيين .
نصب الكامرات الحرارية في المطارات واجراءات الفحص ثم الحجر نعم هي اجراءات احترازية جيدة غير انها غير ناجعة خصوصا ونحن نصنف من البلدان المتاخرة حتى عن دول العالم الثالث ونحن بعد هذا بلدا متاخرا في مجالات العلوم والتكنلوجية الحديثة ولا توجد لدينا المشافي ولا المؤسسات الصحية التخصصية وايضا وليست لدينا بيئة نظيفة ولذا لا سماح الله فيما الفايروس دخل العراق ربما ستحصل حملة ابادة بشرية كتلك التي اصابت العراقيين في الطاعون في الاشهر الاولى من عام 1931 والذي دخل هو الاخر من ايران بعد تفشيه سنة 1930 في مدينة تبريز الايرانية لتظهر اصابته الاولى في كركوك ومن ثم السليمانية حتى اجتاح جميع مدن كردستان وقبل ان يصل الى بغداد ويقتل 7 الاف مواطن خلال 15 عشرة يوما فقط ثم ليقتل 1200 شخص في اليوم الحادي عشر ثم ليفتك بالعراقيين فيموت في اليوم الواحد من 1000 الى 3000 نسمة .
لفت انتباهي اجراءات صحة النجف اثر قيام مديرها العام الدكتور رضوان الكندي بزيارة تفقدية للمطار صبيحة هذا اليوم واطلاعه على الاجراءات العملية المتخذة من قبل ادارة المطار وتاكيده على العاملين هناك باتخاذهم الاجراءات الضرورية والمستعجلة وتخصيص بوابات وسيارات اسعاف وراقب عمل الكاميرة الحرارية التي نصبت في صالة الوافدين وتخيص اماكن للحجر الصحي داخل المطار والتي احتجز فيها 8 من الوافدين الصينيين خرج واحدا منهم بالامس وغدا سيخرج اخر بعد اكمالهم مدة الحجر والتاكد من عدم اصابتهم بالفايروس وحسب اعلام صحة النجف .
نوجه ندائنا الى المسؤولين العراقيين مرة اخرى ونطالب باتخاذ الاجراء الفوري بغلق الحدود العراقية الايرانية ومنع المواطنين العراقيين من السفر الى ايران حفاظا على حياتهم وحياة كافة العراقيين وان يشددوا الاجراءات الاحترازية في الفحص والحجر للوافدين من دول العالم خصوصا الوافدين من الدول الاسوية وتحديدا الصين والا سيكون العراق امام كارثة انسانية تفوق التي تحدث حاليا في الصين .