عباس داخل حسن
بعد فضائح نقابة الصحفيين العراقيين بمناسبة عيد الصحافة العراقية تطوع الكثير من القيان والمتملقين والمتذبذبين للدفاع عن الاسراف والبذخ الذي رافق الاحتفالية والفضائح التي انتشرت اخبارها واصبحنا مهزلة للقاصي والداني بسبب هذه الاحتفالية المخزية التي دعمها مجلس رئاسة الوزراء من بيت المال البترولي بمبالغ طائلة وحضرها المسؤولين على اعلى المستويات من اصحاب العمائم والبدلات الانيقة على حد سواء واضفنا مهزلة لمهازل الحكومة العراقية التي تنفق المال دون ان تجني أي مردود يذكر وفي مناسبات عديدة من القمة العربية الى اخرمسلسل التخبط في احتضان مناسبات ما انزل الله بها من سلطان ونحن بانتظار اجتماع وزراء الثقافة العرب وامريكا الاتينة وحدث ولاحرج
وظننا ان النقابة سوف تتعلم من هذه التجربة وتصحح سياساتها ومسارها وتعاطيها مع شريحة تشكل سند قوي للرقابة والشفافية ومراة للحقيقة الا انه للاسف يبدو ان المقيمين على الادارة موغلين في التخبط والاسراف وهدر المال العام والهيمنة
وعودة لبقية الصورة بمناسبة تكريم الاسرة الصحفية بعيد الفطر المبارك اضاف لنا الزميل حسين علي الناصر مقال في جريدة الدستور العراقية . وبدات الصوره مغايرة تماما والفارق فج وكبير ومقلوب راسا على عقب مع ما رسمه لنا الزميل حامد شهاب من وحشية وهمجية وممارسات يندى لها الجبين عمت اجواء الاحتفالية على حدائق الزوراء
فيقول الزميل الناصر في مستهل مقاله ( لقد احتضنت حدائق الزوراء وللمرة الثانية .. احتقال بهيج تعالت في اجوائه زغاريد الفرح والبهجة في يوم تاريخي يسجله التاريخ باحرف من نور لنقابة الصحفيين العراقيين ) واسهب في مدح نقيب الصحفيين (القائد الهمام الرجل الذي جاء رحمة للاسرة الصحفية وانه حالة فريدة في تاريخ الصحافة العراقية الى اخر المديح بانه انسان شجاع عصري حضاري … )
والمفاجاة تاتي بعد اقل من اسبوع ينشر الزميل حسين علي الناصر بنفس الجريدة وعلى نفس الصفحة مقال اخر تحت عنوان (لماذا نمدح المسؤول) جاء بمستهله (اصبحت ظاهرة مدح المسؤول حالة تنخر في عصب الصحافة الملتزمة لان المدح لم يكن من اخلاقيات الصحفي … فالمسؤولية هي تكليف وليست تشريف )
ومن اطرف ماذكر بالمقال (ان لاشادة بانجازات اي مسؤول حالة صحية وليس ان تسلط الضوء على شخص المسؤول وتجعل منه شخصا منزها منزل فكل ابناء ادم خطاءون وعلينا كصحفيين ان ننظرالى الامور من خلال معاناة الشعب لا من خلال رفاهية المسؤول)
ان الازدواجية والتناقض بين مقالي الزميل حسين علي الناصر واضحة وجلية ولاتحتاج الى عبقرية في القراءة والتاويل الم يكن اللامي حسب قول الزميل (رحمة للاسرة الصحفية ومنزل لنا ليكون قائد همام نزهو ونفتخر به على حد قوله وغير وجه التاريخ لصحافة العراق )
وماذا جنى الصحفي العراقي من ملايين الدولارات التي تصرف على احتفالات ومناسبات للرقص والغناء من اختصاص نقابة الفنانين وليس لنقابة الصحفيين اي دخل بمثل هذه المهرجانات ولاباس ان تساهم في الدعم والتغطية الاعلامية لابراز نشاطات نقابات ومؤسسات اخرى وهذه احدى مهام الاعلام .
ان المسالة مبيته في استحواذ الحكومة على الصحافة والصحفيين في العراق من خلال نقابة الصحفيين لانها تعي خطورة الاعلام كسلطة رابعة عليها وفضح الفساد المستشري ونقص الخدمات والفقر الذي يتفاقم يوم بعد اخر بشراسة . اليوم ما يحصل من صراع في دول الربيع العربي على وسائل الاعلام يندرج ضمن هذه المعركة ومايدور في تونس ومصر من معركة حامية الوطيس بين الاعلاميين وسلطة اخوان المسلمين مستمرة فيسعى الاخوان للسيطرة على وسائل الاعلام بعد ان سيطروا على الحكم لادراكهم لاهمية سلطة الاعلام ودورها . وتخوض النقابات في مصر وتونس معركة وجود يكفلها لها الدستور وحق اصيل وليس منة من احد .
كان الاحرى والاجدر بالنقابة ان تهتم الى جانب مؤائد الرحمان التي تقيمها لفقراء الصحافة ومعوزيها ان تعمل على عقد الدورات التدريبة وتاهيل الصحفي ونحن نعيش وسط عالم متسارع بلاحدود ، وان تقيم الندوات لتعريف الصحفي على حقوقه القانونية والحقوقية التي تنتهك من اصغر موظف في المحافظات ومن حمايات المسؤولين ومن لف لفهم وان تضفي الشرعية القانونية على كافة الصحفيين العراقيين في الخارج والداخل دون تميز او تفرقة ومد جسور التواصل مع مئات الاعلاميين العراقيين في مشارق الارض ومغاربها .
ختاما ان الصحفي الاصيل لايرجوا منحا ولا يخشى منعا . وبعد خلاصنا من الديكتاتورية كان يحذونا الامل بتاسيس نقابات فاعلة لخدمة منتسبيها لا واجهات تستحوذ عليها السلطة الجديدة واحزابها المتنفذة . ولكن للاسف هناك قوم ياكل الملق مرؤتهم كما تاكل النار الحطب .
• للاطلاع على المقالات المذكورة اعلاه
1- (الصحفيون .. وعهد السلوك المتحضر) حامد شهاب – موقع كتابات 23/8/2012
2- (تكريم الاسرة الصحفية ) حسين علي الناصر- جريدة الدستورالعراقية 1 /9/2012
3- ( لماذا نمدح المسؤول )حسين علي الناصر- جريدة الدستور العراقية 5/9/ 2012