شوارع الحياة :
=============
البشرية كانت قبلنا وستبقى بعدنا
كل القصة هي ليس متى نعيش ….. القصة كيف نعيش
اليوم نحن في نعيم المخترعات والعلم
ولكننا في جحيم الروح والانسانية
تصوروا ان نابليون بونابارت امبراطور فرنسا العظيم كان يفتخر انه كان يملك طقما كاملا من ملاعق الالمنيوم ويقدمه فقط للمميزين من ضيوفه ……طبعا كان الالمنيوم نادرا وقتها وكان وقتها مستخلص حديثا وطريقة اكتشاف استخلاصه
تصور اليوم من يفعل ذلك…….. وكم نحن نشعر بالرضا عمابين ايدينا
كان الانسان ماقبلنا يعيش بفرح مع اهله وضيعته وحارته ووطنه
كانت شوارع بلاده هي شرايين يمشي بها وتمشي به
كانت روحه بين جدرانها واشجارها وشبابيك بيوتها
كان الغريب يسافر اينما كان ويجد في كل مكان اناس يستقبلونه ويتسامرون معه ويسألونه عن بلاده وعاداتهم ويروي لهم قصصا
كانوا يفرحون به مثلما يفرح بهم
كان الانسان هو جزء من انسانية حيثما تنقل وحيثما ذهب يجد من يهتم به ويحتفل به
اليوم نحن فيمابعد الثورة الصناعية وانتقال السيطرة لبريطانيا وفرنسا واوربا بشكل عام ………تم استعمال كل علوم الارض في سبيل خدمة السياسة والسيطرة
وتم التلاعب بكل شيء جميل ومقدس
وتم برمجة عقول البشر على الضياع الذاتي كي يبقى الغرب مسيطرا
انه استحمار بدل الاستعمار
وهو ان تتعب قدراتك وتفني ذاتك بذاتك في سبيل ان لاتعرف طريق الحياة
لاحظ اننا نعيش كجسد ولاتعرف الروح استقرارا بهذا الجسد
لاحظ انك تعاني وتتالم حتى في بلدك وبين اهلك ولامن يكترث
لاحظ ان السفر توفر بطرق مواصلات سريعة مادياوبين البلاد ولكن السفر للداخل والانسانية اصبح مستحيلا
لاحظ ان شعورك بالفرح لاتحصل عليه لابلباس ولابسيارات ولابمال
فكلما شبعت من شيء تجوع لاشياء
السبب هو انها ماديات وسلسلة لانهاية لها
الروح والانسانية هي الغنى وهي الاستقرار
الحب والخير والجمال والالفة والمزاح والضحك والرفقة مع من تحب هي ثروة العمر
الفقراء والبسطاء هم من يشعرك بعظمة الانسان وليس الاغنياء
اليوم نحن في مطبخ الحياة كادوات ولسنا كمدعويين للطعام
السياسة كذب
والشيوخ يمثلون عليك انهم رجال الله ولكن الحقيقة عكس ذلك
والتجار وعلية القوم يخطبون في الناس ويمشون بينهم بتكبر
لأن المال هو من يحترمونه وليس انسانيتهم
القضية هي وعي
القضية هي ادراك لمعنى الحياة
هي خريطة طلاسم لتعرف طريقك
اذا كنت تريد ان تعرف طريقك
او اذا كنت تعرف ان هناك لك طريقك اصلا
او اذا كنت تعرف انك موجود اصلا ولماذا
محمد القصاب
شوارع الحياة :
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا