خبر منشور في الصفحة الثالثة من صحيفة طريق الشعب عدد اليوم 23 تشرين الثاني 2011 كان السبب في كتابة العنوان اعلاه . الخبر يقول ان رئيس الوقف المسيحي والديانات الاخرى رعد عمانوئيل قال ان الديوان قرر الغاء احتفالات المسيحيين باعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة لتزامنها مع شهر محرم ، وتضامنا مع احزان المسلمين في ذلك الشهر .
يضيف الخبر ايضا ان عمار الموسوي مدير دائرة العلاقات والاعلام في الوقف الشيعي ، الذي استقبل رعد عمانؤئيل في مبنى الوقف الشيعي ، اكد تقدير الوقف الشيعي لمبادرة الاخوة المسيحيين ، لافتا الى تضحياتهم في واقعة الطف ومشاركتهم الحسين في كربلاء . ( لم اسمع يوما ان المسيحيين شاركوا الحسين في واقعة كربلاء ) . ينتهي الخبر بان رئيس اوقاف المسيحين قدم الى الموسوي كتابا يتضمن مأساة واقعة سيدة النجاة .
يحزنني جدا ان اعيد كتابة العنوان اعلاه ، لقد انتصر مجرمو كنيسة النجاة ، وزرعوا الخوف والرعب والذل والهوان ، بين اوساط بعض اخوتنا المسيحيين ، ولذلك بدأوا يبحثون عن اي سبب ، حتى لاتتكرر مأساة كنيسة النجاة من جديد .
– لماذا يتنازل المسيحيون عن حقهم في احتفالاتهم الدينية ؟ الدستور كفل لهم ذلك ، الاعراف والتقاليد تكفل لهم ذلك ، التاريخ الطويل يمنحهم هذا الحق ايضا ؟
– احتفالات المسيحيين تتم في كنائسهم وبيوتهم ، ولاتأثير لها على نشاطات الشيعة في احزانهم .
– في شهر محرم يحزن المسلمون من طائفة الشيعة فقط ، وليس كل المسلمون يحزنون في شهر محرم ، وطائفة السنة بشقيها العربي والكردي ، لاعلاقة لها بعاشوراء الحسين .
– لماذا لايتنازل المسلمون عن احزانهم ، من اجل ان يحتفل اخوتهم المسيحيون في اعيادهم ؟
– لماذا يحرم الطفل المسيحي من الفرح في عيده ، بينما يتمتع الطفل المسلم بعيد طويل يبدأ من اول يوم للطائفة السنية وينتهي في آخر يوم للطائفة الشيعية ؟
– لماذا يُستقبل رئيس ديوان الاوقاف المسيحي من قبل مدير دائرة العلاقات والاعلام ، وليس من قبل رئيس الديوان الشيعي ؟
– هل نجح مجرمو كنيسة النجاة في ارهاب اخوتنا المسيحيين ، ولن يتمكنوا من الاحتفال باعيادهم ؟
– ماذا بعد هذا الخوف ؟ ماهو القادم ضد اخوتنا المسيحيين ؟
– لماذا لايتدخل رئيس الجمهورية في هذا الموضوع ، ويصحح هذا الخطأ ؟
– لماذا لايتدخل رئيس البرلمان ، الذي لايحزن في شهر محرم ، ويمنع الحزن عن اخوتنا المسيحيين ؟
– الا يخجل رئيس وزراء العراق ، من ان بعض مواطنيه محرمون من الفرح ، لان مواطنين آخرين يحزنون ؟
– وماذا عن العام القادم ، شهري محرم وصفر سيمران في نفس التوقيت تقريبا ، هل سيتنازل المسيحيون من جديد ؟
– وماذا عن العام بعد القادم ، والاعوام القادمة الاخرى ، اذا صادفت وفاة احد الائمة الاثنى عشر في نفس التوقيت ؟
– هل نسي الشيعة ان زوجة النبي الاولى نصرانية ، وخالها ورقة بن نوفل من ساعد محمد في اعلان نبوته ؟
– هل تختلف تعاليم الاسلام بشيء عن تعاليم المسيحية ؟ الجواب كلا ، لذلك لاتوجد افضلية ما .
– هل يعتقد قادة البلاد ان الاخوة المسيحيون الذين تركوا البلاد هربا من العنف ، سيتركونها الى الابد ؟ الجواب كلا ، حتما .
– ماهو رأي المرجعيات الشيعية ؟ هل توافق على حرمان المسيحيين من اعيادهم ؟
– ماذا لو حل عيد صابئي او ايزيدي في مناسبة وفاة احد الائمة ؟ هل سيتوقفون عن الاحتفال ايضا ؟
– لماذا يكون للتقاليد الدينية دور في حياتنا اليومية ؟ الدين لله والوطن للجميع .
– لماذا لاتمنح اعياد الميلاد ، عطلة لجميع الاديان والطوائف ، اسوة باعياد الدين الاسلامي ؟
– ماذا لو احتفل جمع مسيحي في كنيسة او منزل احدهم ؟ هل ستطاردهم السلطات وتمنعهم ؟ وباية حجة قانونية ؟
– متى ستنتهي افكار الاعتلاء الديني والسياسي عند احزاب حكومة المحاصصة ؟
– متى سيستعيد العراق عافيته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سيدي ، رعد عمانوئيل ، رئيس الاوقاف المسيحي وباقي الديانات ، موقفك يوم امس ، اعتراف بالخوف ، ومن حق الانسان ان يخاف ، ولكنه اعتراف ايضا بانتصار المجرمين الذين اقتحموا كنيسة سيدة النجاة قبل عام .
كان عليك عدم المبادرة بالغاء الاحتفالات ، حتى لايفرح المجرمون ، وكان عليك ايضا ان تطلب حماية السلطات لاحتفالات الميلاد . واذا كنت لاتثق بالسلطات ، وهذا شيئ مفهموم ، كان عليك ان تدع الناس تحتفل ، في بيوتها ، وكنائسها ، حتى ولو بصمت ودون ضجيج ، دون ان تمنح المجرمون فرصة للفرح .
ادعوك ان تقيم قداس العيد في صباح الاحد 25 / 12 وتدعو اليه رئيسي اوقاف السنة والشيعة ورئيسي البرلمان والوزراء ، وكذلك رئيس الجمهورية ، لاعلان ان العراق ، بلد للجميع ، بعيدا عن القومية والديانة والطائفة . وكل عام وانتم وشعب العراق بخير .