” حين يدخل شخص جديد حياتنا، يخرج شخصان من دائرة المقربين منا ، عادة صديق و فرد من العائلة”

    منْ منكم احتفل باليوم العالمي للصداقة؟ هل يحدُث ان تتساءلوا إن كانت الصداقة بين الرجل و المرأة وهما أمْ حقيقة … بما أنّ هناك دائما لحظات إثارة و انجذاب لا يمكن تفاديها؟…تقول April Bleske-Rechek مختصة في علم النفس و مديرة مساعدة لدراسة علمية حول الصداقة بين المرأة و الرجل أن هناك دراسات قليلة حول هذا الموضوع. و خلصت في تتبعها ل 88 كوبل صديق بين رجال و نساء الى ان الرجال يشعرون دائما ب انجذاب جسدي و جنسي اتجاه صديقاتهم و ان هذا الانجذاب تقِلّ حِدته مع الوقت.
    الصداقة مهمة جدا بالنسبة للنساء لكن المتزوجات منهنّ لا وقت لهن للصداقة…رغم ان الحفاظ على العلاقات العامة ينتج هرمون “الاوكسيتوسين” الذي يخفض الضغط و يعطي احساسا مهدئا مما يخفف الاحساس بالقلق و الكآبة و يساعد على تخطي المرض…حسب دراسات مركز الاوبئة و الصحة العمومية في لندن سنة 2012.
    و عن العلاقة بين الصداقة و امد العيش ” تُظْهِر الدراسات ان طول مدة العيش يزيد بنسبة 50% عند الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية قوية” تشير Julianne Holt-Lunstad استاذ علم النفس بجامعة بريغام يونغ الامريكية .
    Carl Zimmer عالم درس “الصداقة” في عالم الحيوان مثل الشامبانزي و البابوان و الخيول و الضباع و الفيلة و الخفافيش و الدلافين… خلص الى ان هذه الحيوانات تستطيع تكوين روابط دائمة مع حيوانات من غير اقربائها ( رصد “صداقة” بين سلحفاة و خرتيت في كينيا)، يقول هذا العالم أنّ علاقة الصداقة ثمينة تجعل الاصدقاء في صحة جيدة يعانون التوتر بشكل اقل و يتناسلون بشكل اسهل.

    ” احساس الانا عندنا يشمل الاشخاص القريبين منا ايضا” و ” المقربون منا يصبحون جزءا منا حقيقة و ليس بالمعنى الشاعري او المجازي، نشعر اننا مهددون حين يكون اصدقاؤنا مهددون”، يقول James Coan عالم نفساني و مدير دراسة اعتمدت على جهاز مسح ادمغة 22 شخص هُدِّدوا بتلقِّي ضربات كهربائية او هُدِّدوا بصعق صديق لهم او شخص غريب عنهم. فكشفت النتيجة عن تطابق الحركات الدماغية التي تصدُرُ عن شخص في خطر، مع الحركات الدماغية لشخص صديقه في خطر.

    اغلب البالغين ليس لديهم اكثر من صديقين في كل الاحوال يؤكد Will Reader دكتور اخصائي علم نفس بجامعة شيفيلد الذي يعتقد ان اغلب الصداقات تتشكل خارج شبكات التواصل الاجتماعية التي تساعد في حفظ التواصل رغم العوامل الجغرافية و الزمنية.

    اما جامعة بانسيلفانيا الامريكية فمجموعة من باحثيها درست ترتيب الصداقات المقترحة على MySpace و خلُصت الى اننا نقدر الاصدقاء الذين يُقَدّروننا و اننا نَغار مِن بعضنا …

    في الهند و اندونيسيا يشير العمال الى ان رفقاءهم في العمل يفهمونهم اكثر من اصدقائهم بل و اكثر من ازواجهم. و تشير الدراسات الى ان الصداقة قد تساعد في ايجاد عمل او في اسعادنا او دفعنا للابتكار و الانتاج و المنافسة، لكن لا بد من الحذر من الصداقة بين الرئيس و المرؤوس، فالروابط بين الشخصين و المنصب و العمل نفسه في خطر لان الرغبة في التفوق و تسلق المناصب يمكن ان تدمر الروابط الاكثر قربا. و حسب دراسة قام بها LinkedIn حوالي 68% من مواليد الثمانينات مستعدون للتضحية بالصداقة من اجل ترقية. اما المؤلفة Jan Yager التي اصدرت كتبا عدة حول الصداقة و العمل فتؤكد ان اصدقاء العمل غير الاصدقاء خارج العمل.و في رأيها: ” العمل اساس الاستقرار بالنسبة لأي شخص. و نفقد الكثير اذا اضطررنا للاختيار بين صديق و بين مصدر الرزق”

    و ماذا عن الحب و الصداقة؟
    في رأي الانتروبولوجي Robin Dunbar ” حين يدخل شخص جديد حياتنا، يخرج شخصان من دائرة المقربين منا ، عادة صديق و فرد من العائلة”. و في احدى دراساتها، قدَّرَت Robin Dunbar عدد الاصدقاء المقربين الذين نبوح لهم بهمومنا ساعة الشدة ب5. و تقول أنّ الازواج ليس لهم اكثر من 4 اصدقاء من بينهم الزوج نفسه. و أنّ علاقات الحبّ تلغي الوقت المخصص للأصدقاء مما يدهور روابط الصداقة.

    في كندا، بجامعة ويلفيرد لوريي قام الدكتور Charity Friesen بعمل لائحة اسئلة حول ما يزعج الاصدقاء و ما لا يعجبهم في علاقاتهم و سمى هذه اللائحة ب ” إذا…إذن…’” مبررا بحثه بأنّ معرفة ما يزعج صديقنا يجعل الصداقة اكثر استقرارا و كان استنتاجه هو ان ما يزعج الاصدقاء اكثر هو ” الحساسية الشديدة و السذاجة و الخجل و العناد و الدقة الشديدة و التهور”…

    و انتم ْهل ستراجعون لائحة اصدقائكم على الفيسبوك و التويتر و الانستراغام ؟
    هل تؤمنون بأن الصداقة “الافتراضية” صداقة حقيقية ؟
    هل لديكم صداقات ‘حقيقية’ خارج شبكات التواصل الاجتماعي ؟
    */*/*/*/*

    عزيزة رحموني غشت 2014