د . علي عبدالحمزه
من ثمار (الربيع العربي) الذي طالما حلمت به الشعوب العربية المغلوب علىأمرها للتخلص من من نير الطغيان والدكتاتورية والأنطلاق نحو حياة الديمقراطية .. من ثمار هذا الربيع الذي لم يؤت أ ُكُلُهُ بعد كانت جد النصرة التي تذكرنا بجند السماء وجند الحق وإلى آخره من الكلمات … جند النُصرة هذه خيط عفني كغيره ن الخيوط العفنة الممتدة من الجسم الأم وأصل العفونة الفكرية .. القاعدة .. . كل مايتطلب للأنتماء لهذا الفكر التكفيري هو إطالة الذقن بطريقة عشوائية وتقصير الثياب ، وكلما زادت اللحية طولاً وزاد الثوبُ قٌصراً .. زاد الأيمان .. وفي هذا تحضرني نكتة واقعية عفوية ، غذ دار حديث بين مجموعة من الشباب في حضرة رجل كهل ، كان موضوع الحديث منصب على موضوع قُصر الثياب ، وكان أحد الشباب مقتنع أيما إقتناع بهذه الأفكار مما أدى إلى تقاطع زملاؤه الشباب معه في رأيه ، والرجل الكهل منتبه للجميع دون كلام، إلى أن سأله أحدهم .. وانت ياحاج مارأيك بالموضوع ؟ أجاب والله يابني إن كانت هذه هي قياسات الأيمان ونحن في القرن الخامس عشر الهجري .ز إذن فَقُل إن طول الثوب في السنين الأولى للرسالة الأسلامية كان يصل إلى حد الصُرة (السُرة) أو أكثر منها ، ذلك لأن الأيمان كان في تلك الأيام أقوى وأصدق ، خالصاً لله ، على عكس مانراه اليوم ، صادقااً وخالصاً لمن يدفع أكثر مالاً .. رأيت إن الرجل الشيخ قد أجاب بواقعية وتحليل منطقي ، إذ ما علاقة الثوب وطوله بالأيمان .. إنها سخافة أفكار سقيمة تاجر بها المنتفعون المتاجرون ومازالوا .. أعود إلى موضوع جند النصرة هذا العفن الجرثومي الذي إنتشر كما إنتشر من قبله فايروس إنفلوانزا الطيور والجمرة الخبيثة الأنثركاس والتي إختفت فجأة وقُضي عليها .. كيف ؟!.. جبهة النُصرة دخلت إلى معترك السياسة القذر وأخذت كرسيها في مسارح العمليات العربية والأسلامية والعالمية ل ” تجاهد” ضد نظام بشار الأسد ولتحقق الحرية والديمقراطية التي طبَل لها معد ومخرج الربيع العربي ـ وبدأت بتنفيذ خططها وبرامجها ، كل من يخالف رأيها ومعتقدها الوهابي وأفكار التيمية ، وبذلك أثبتت على أنها تعمل وفق مبادئ الديمقراطية الجديدة ، ديمقراطية (شيمه وخُذ عباته) .. وإستمرت هذه النصرة بتنفيذ مخططاتها المريضة اللعينة والتي تهدف إلى إحداث رد فعل لدى المقابل المتضرر من أفعالهم ، الأمر الذي يودي إلى فتنة وحرب طائفية تحرق الأخضر واليابس وتُثلج صدور من يتربص بالأسلام والمسلمين ، فبدات بضرب مراقد الأولياء والصالحين ، فأستهدفوا مرقد السيدة رقية وسكينة بنتي الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهددوا ومازالوا مرقد عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام ، وهدموا مرقد الصحابي الجليل حِجْر بن عَدي رضوان الله عليه ونبشوا قبره ليقتلوه مرتين ، ومثلوا بجثث من قتلوهم من أسرى جنود النظام وفتحوا صدورهم ليأكلوا قلوبهم وأكبادهم ليعطوا لنا دليلاً قاطعاً على صحة مبادئ الوراثة المندلية والوراثة الكروموسومية والجينية في إن الصفات والأخلاق ما هي إلا جينات تتناقل عبر الأصلاب من جيل الآباء إلى جيل الأبناء ، وتباً لهكذا جيل من الآباء وسحقاً لهكذا جيل من الأبناء . وآخر ما قاموا به ” المجاهدون” من “جند النصرة” إنهم هجموا على مقام النبي إبراهيم عليه السلام ليحيلوه ركاماً ويسووا أرضه وكلنا شاهد كيف إنهالت البلدوزرات على المقام ترافقه صيحات “المجاهدين” الذين ظهر أحدهم يوجه ويهوس وكأنه شيطان بملابس سوداء قذررة بقذارة صاحبها . الغريب والمضحك والعجيب إن تلك الصيحات كانت كالعادة .. تك ْبيــر وكأن هذا الذي أزالوا مقامه ملحد زنديق كافر ولا كأنه أبو الأنبياء وخليل الرحمن وإن إسمه في القرآن إبراهيم وهو من أولي العزم ، وإسمه في التوراة والأنجيل إبراهام ، فأذا كان هذا فعلهم مع رمزية أبي الأنبياء فكيف ياتُرى سيكون فعلهم مع أبناءه وأبناء أبناءه … الجواب واضح جداً . جبهة النصرة هذه تناصب حزب الله الذي أذاق الصهاينة دروساً لن ينسوها وقاد مقاومة خالصة لله ، حزب الله الذي كسر المألوف والمعتاد في الحروب العربية لم يطلب هدنة ويوسط تلك الجهة أو هذه بعد ثلاثة أو خمسة أيام من بدء المعارك ، ولم يطالب بالتهدئة وضبط النفس ( أنظر مقال الأعلامية المذيعة كوثر شبراوي على الشبكة العنكبوتية).. جند النصرة أجازوا السفاح والنكا والزنا على أنها باب من أبواب الجهاد وعلى العوائل أن ترسل بناتها ليجاهدن هذا الجهاد الذي أفتى به القرضاوي والعرعوري كي ينالوا الفوز بالجنة التي برأيهم هم وحدهم عرفوا مقاييس وأسرار وشفرة الدخول لها هم وحدهم دون غيرهم قبحهم الله . … جبهة النصرة ومَنْ يماثلهم في سوداوية الأفكار .. قتلوا أصحاب محلات الخمور وقتلوا المصلين في الجوامع والحسينيات والكنائس .. قتلوا الشباب في المقاهي وملاعب الرياضة ، قتلوا المعزين في مجالس العزاء .. قتلوا المحتفلين بأعراسهم .. قتلوا من ذهب لطلب العلم ومن ذهب لطلب لقمة العيش لصغاره في مساطر العمالة .. قتلوا أفراد الجيش والشرطة .. قتلوا .. قتلوا .. إرضاءً لِدَيْنَهُم الجديد ( بفتح الدال وتسكين الياء) حسب لفظ عادل إمام في مسرحية الواد سيد الشغال … قتلوا ..قتلوا .. وسيقتلون .. فمن أي دين هم قادمون ، جبهة النُصرة حولوا المطرب الماجن الفاسق إلى مؤذن جامع وأباحوا دم الفنانين الآخرين الذين يعاكسوا آراءهم ، غذ كفروهم بأستثناء أصالة وجمال سليمان لأنهما على دينهما وما يُثبت لهما ذلك جنسيتهما وجواز سفرهما المختوم بختم الدولة المجهرية العظمى “قطر” التي سنت ووضعت مبادئ الدين الجديد دين الربيع العربي .. الأله غسرائيل ونبيهم ليفي وحواريوه حمد وحمود واحميد .. يامصايب الله .. ألا تباً لهم من قردة خاسئين ولعنهم الله في الدنيا والآخرة .. بسم إلله الرحمن الرحيم .. وَمَنْ أ َظْلَمُ مِمَنْ ذُكِرَ بآيت ِ رَبِهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسيَ ما قَدَمَتْ يداهُ إنا جَعَلْنا على قُلوبِهِم أكنة ً أنْ يَفْقَهوه وفي آذانهمْ وقرا وإن تَدْعُهُم إلى الهدى فَلَنْ يهتدوا إذاً أبدا.. صدق الله العظيم … سورة الكهف الآية 57 .