زينة نوري
دمعة التي خطت هذه الاحرف وكيف لا ومدينتي أسوا مدينة للعيش فيها ومالسبب خراب ام تراب أم غراب نعق حد اللعنة في شناشيلك العظيمة؟؟
لم اتمالك نفسي صراحة وانا اقرأ هذا المسح الذي أجرته شركة ميركر البريطانية الاستشارية للادارة على مايكثر عن 200 دولة وكانت نتائج هذا المسح الدولي من المؤكد تعلوها بما لايثير الشك الدول الاوروبية وتجلس على حافتها السفلى بغداد الحزينة ,بغداد التي باتت تضاجع كل السيئات في حاراتها وتسكن الالم والدمار في شوارعها .
كيف لاتكون المحصلة بهكذا نتاج ؟؟ وجوانب الحديث عن سلبياتها كبير لايتسع له مجلد كامل وليس مقالة بحجم ضئيل كهذه, فهي تعاني من حالتها الامنية ومن البنى التحتية ومن الظروف المعيشية ومن الظلمة الشديدة الموحشة ومن الماء المفتقر للصفات الثلاثة ووووو وقائمة السرد تطول .
يقول الشيخ مصطفى جمال الدين (بغداد ستفخر الأجيال بعدك أنها كانت على بقيا بساطك تسمر!) لو كان شاعرنا موجودا الان لوجد ان بغداد تنازلت باختيار سكانها عن كل مراتب الشرف التي كانت تعتليها وبات المواطن البغدادي تتكرر على شفاهه كلمات الملل والتذمر وأطروحات كبيرة من أخلاقيات مستحدثة من الأتجاه الأخر.
بات صوت مولدات الكهرباء باهظة الثمن التي تعمل بوقود الديزل من ثوابت الحياة اليومية وأصبح منظر اسلاك الكهرباء المتشابكة مألوفا في احياء بغداد ولكن القضية ليست في القمامة ولا تداعي البنية الاساسية فحسب بل في نقص التعليم ايضا,الموضوع ليس فقط النفايات والشوارع.. هناك نقص في الثقافة المجتمعية. ليس هنالك توعية للمجتمع بأن يحافظ على نظافة المدينة فالنظافة هي جزء من الثقافة.. ثقافة المجتمع.
ولكننا مع الأسف نجد هكذا ثقافات غريبة في بغداد ,فالأخلاق باتت متجسدة بلا معالم حقيقة ومايحرك كل منا هو اخلاقه ومسؤولياته الفردية والعامة وفي غياب المسؤولية يحصل الكثير مما لايمدح عقباه.
لن تقف بغداد على أرجلها حقا مادام التعنيف والتكسير موجودا كمواد اولية لكل مشروع يحاول ان يجر أنفاسه الاولى , ومادامت الطيور تحلق بعيدا عن سرب النزاهة فالحتمية صارت تطالبنا بحلول فورية لما يحصل الان من تهاون وخذلان لمدينة الحب والسلام , مدينة الرمضاء وبحور الأبداع المرتجل بين أروقتها.
بغداد لم تخذل يوما أي يد مدت أليها كي تنهل منها ولكنها افرطت في العطاء جدا للحد الذي اوصلها الى مرحلة العطاء السلبي .
لانريد التشبه بفيينا وزيورخ وغيرها من الدول المتربعة على قمة الرفاهية فربما هذا الامر صار ضرب من خيال ولكن نحتاج فقط الى وقفة تامل لكل واحد منا لمدة لاتتجاوز الدقيقة علنا نشير الى العلة الحقيقية صوب تغيير مزعوم.