حقيبة كاتيا :11
في بيت غوزي شعرت كاتيا بالراحة والهدوء خصوصا ان في اليوم التالي التحقت بهما نتاليا و صوفيا وبدأت الاستعدادات لاستقبال (مانو) الصغير ابن زوج غوزي من امرأة إفريقية اخرى .علقن البالونات وكتبن عبارات ترحيب بالاقلام الملونة على الورق المقوى وعلقنها على جميع جدران المنزل مع اوراق زينة .كانت الفتيات يعملن وهن يحتسين القهوة و يثرثرن في حين كان الصغار قد حولوا باحة المنزل الخلفية لمسبح بخرطوم الماء والصابون وقد ارتدوا ملابس السباحة وبعثروا لعبهم ، يتقاذفون بالبالونات الممتلئة بالماء يقفزون .يركضون ..يقهقهون وهم ويتزحلقون على الأرضية المبللة .
من أشياء بسيطة يمكن ان نخلق السعادة ونصنع مسابح ووديانا وحتى بحارا ان شئنا يكفي ان نشعر بالسلام الداخلي .ونتعايش في حب وسلام .
غوزي صنعت معكرونة وطبقا خاصا من السبانخ الأفريقية مع حويصلات وكبد الديك الرومي بتوابل حارة .
كانت السبانخ الخاصة بها تشبه الحناء في شكلها .امتعض الجميع من مذاقها المر . لكن ارضاء لها مدحن طهيها و اكتفين باكل المعكرونة …
من قواعد غوزي في الأكل ان تبقى طاولة الطعام جاهزة طوال اليوم في المطبخ وكلما شعر احد بالجوع يتوجه اليها ،يسخن ثم يأكل خصوصا الصغار ،قاعدة إعتاد عليها الجميع خصوصا ان لكل واحد موعد مختلف للاكل .لكن طبق السبانخ العجيب ذاك بقي على الطاولة رغم الحاحها على تناوله الا ان الجميع تجاهله ،وفضل المعكرونة ،اوشطائر الخبز بالزبدة المملحة .
غوزي تستعد لاستقبال (مانو) الصغير وتطلب من الجميع ان لا يتأخروا عن موعد وصوله ،كما أعدت برنامج الاستقبال ولائحة للتسوق خصوصا ان عيد ميلاده سيكون في نفس الاسبوع ..تشعر انها امه الثانية ويجب ان توفر له كل الظروف الملائمة من اجل عطلته مع أبيه .
كاتيا تشارك الاخرين العمل ،تتحدث ،تسمع تضحك ،،لكن لا تصدر احكاما فمن قواعد السفر و رحلات التعارف وبناء الصداقات عدم التلويح بعكاز الخلفيات في وجه الاخرين .قررت بعد الحاح غوزي ان تمضي بعض الوقت معها حتى تحضر حفلة عيد ميلاد (مانو ) أما نتاليا وصوفيا فهما في عطلة طويلة مع اطفالهما ولن يغادرا الا بعد حلول الموسم الدراسي .
/يتبع /
سميرة الورداغي
حقيبة كاتيا :11
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا