صحفيون بين جيلين
علي الزاغيني
صدر مؤخراً عن دار الاسدي للطباعة الفنية الجزء الثاني من موسوعة ( صحفيون بين جيلين ) للاستاذ صادق فرج التميمي ، تقع الموسوعة في 987 صفحة ، بالقياس 29 سم × 21 سم ، الغلاف من تصميم الاستاذ جعفر العبادي واخرجها فنياً نظر للتصميم ، قبل التمهيد كتب الاستاذ فرج التميمي ( مرحبا بك في موسوعة – صحفيون بين جيلين بجزءها الثاني واتمنى ان لاتندموا على اقتنائكم لها ).
صحفيون بين جيلين موسوعة تم تدوينها بقصد التعريف بين جيلين من الصحفيين ، وقد تم تداول اسماء الصحفيين والاعلاميين الواردة في الموسوعة بجزءها الثاني ، حسب الحروف الابجدية وسنة الولادة للجميع بغض النظر عن الاسماء والعناوين.
في التمهيد لموسوعة صحفيون بين جيلين كتب الاستاذ التميمي ، في زمن قريب مضى حيث العنوان الكبيرهوالوطن ، كان القلم يُسطر كلمات كأزهار القرنفل والكاردينا والياسمين ، حيث الامن قائم والقانون سائد ، على الرغم من ان الاعلام القائم انذاك كان اعلاماً مركزياً لا أحد يجرأ في التعبير عن رأيه الحُر إلا اولئك الذين اختاروا التصدي بأقلامهم ، لما مُنحرف فرحلوا هم وأقلامهم الى عليين ..
وما ان داست أقدام الاحتلال الامريكي تراب العراق ، ومنه تراب بغداد في 9/4/2003 ، تشظى تراب ، وتشظى معه الناس ، وتشظت معه الاقلام ، مابين مؤيد لما جرى ويجري ، وحائرلايعرف ماذا يفعل ، ومابيت تائه وغيرآبه ولا مهتم ، أو بين غافل أو جاهل ، وهولا يدري ما الذي يفعله الاحتلال ، وكأن العراق لايعنيه أمره، وصار الصحفيون والاعلاميون هم وأقلامهم على موعد جديد من التاريخ ، حيث ظلت بعض الاقلام وطنية ، واخرى ظلت الطريق الى حيث يريد المحتل ويخطط .
وفي هذا السياق برز صحفيون وإعلاميون مازالوا عالقين في الذاكرة ، وهم من حملة الرسائل الروحية والفكرية والاخلاقية سلاحهم القلم والكتابة ، وشجاعتهم الالهام والوعي والادراك لكل مفاهيم الحياة الانسانية المتحضرة ، حيث التاج هو الوطن ، لكن ما يؤسف ان تجد هكذا اناس رساليون في عتمة مُجتمع اغرقه الجهل والضلال والفساد والنفاق .
من هنا ستكون مُهمة الاقلام الشابة ، الصحفية والاعلامية صعبة إن لم تع مايدور من حولها من دسائس ومؤامرات تستهدف الوطن وناس الوطن ، لعرقلة صياغة سردية وطنية حقيقية قادرة على تسوية الانقسامات الطائفية ، وسرديات تأريخية مختلفة حول ماهيَة عراق المستقبل ، أو ما ينبغي ان يكون عليه من خلال جمع الناس ضمن مبدأ وطني واحد وشامل يتعزز ويتكاتف الجميع .
لقد كتب عن موسوعة صحفيون بين جيلين العديد من الاعلاميين والصحفيين وليس باستطاعتنا هنا ان نذكرهم جميعا لكثرة اعدادهم ، لكن الاستاذ صادق التميمي اختار من بين الصحفيين والاعلاميين الذين كتبوا سواء في الصحف والمجلات او المواقع الالكترونية او على صفحات التواصل الاجتماعي كلمة للزملاء ( الدكتور جهاد العكيلي ومحمد صالح البرزنجي ) لتكون كلماتهم على الغلاف الخارجي للموسوعة وهذا ما منحها رونق رائع .
تعتبر موسوعة (صحفيون بين جيلين ) بأجزاءها من الكتب المهمة التي سلطت الضوء على الصحفيين والاعلاميين الذين كان لهم الدور الكبير في الصحافة العراقية وهذا ما عمل عليه الاستاذ صادق فرج التميمي مما كلفه الجهد والتعب وسهر الليالي والاتصالات الممستمرة مع زملائه داخل وخارج الوطن لتكون الموسوعة تظم السيرة الذاتية لاغلب زملائه الصحفيين والاعلاميين لمراحل مهمة من تاريخ العراق ولاسيما مرحلة مابعد الاحتلال الامريكي سنة 2003 التي تعتبر نقطة تحول مهمة في تأريخ العراق .
ان تدوين هذا الكم الهائل من السيرة الذاتية يتطلب جهداً شاقاً ونفس طويل وصبر وليس بالامر السهل كما يظن البعض ويتطلب جهود سنوات ليس كما يتصور البعض ، لتخرج لنا موسوعة ( صحفيون بين جيلين ) بهذا المحتوى القيم والاخراج الجميل والتصميم الرائع نتداولها ونفتخر بهذا المنجز الكبير الذي يعتبر من المنجزات الكبيرة في عالم الصحافة والاعلام ، نبارك للزميل العزيز صادق فرج التميمي وللاسرة الصحفية هذا الانجاز الكبير الذي يعتبر مصدر مهم ومرجع للجميع من باحثين وصحفيين وكذلك طلبة الذين يرغبون بالكتابة عن تاريخ الصحافة العراقية .