مطرقة العقل
……………….
إن كنا قد تطبعنا على شيء لايكون بالضرورة أننا نلبسه كقيمة عليا عدا وصايا الله في كتبهِ . فتلك القيم لا حصر لنا على المساس بها إلا أن عذرية الكتابة شفيع الكاتب في النوايا حين يكون الإيضاح هدفاً فكرياً يستدل بها بحكم المعرفة .
أرى أن مسألة وجود الله وحقيقة الإيمان وثوابت الأخلاق الدينية هي مسائل لا تحتاج الى جدال أو ليست بحاجة الى أدلة لأن الإنسان مفطور عليها منذ والولادة . فالإنسان يولد وهذه الأفكار وضعها موروث الخوف والضعف كبديهيات في عقلهٍ يستدل من خلالها على وجود الله والأيمان به وعلى الجانب الأخلاقي المستوحاة من التعاليم المفروضة بقوة الدين ووفق مبدأ الثواب والعقاب . وإنطلاقاً من كل هذه المعطيات نجد ما نؤمن به ما هو إلا أكذوبة خلقناها بأنفسنا لنريح أنفسنا من داء وجودنا الناقص لا دخل الماورائيات بها وعلبنا أن ندرك جيدا بأن الفلسفة لا تنتج روئ بل مفاهيم لذا نجد نحن حملة الفكر الغربي والمغرر بهم كما يدعون في راحة من جيراننا حملة الفكر الشرقي الديني العقائدي لسبب واحد هو أننا لا نقرأ ما يكتبون و هم لا يفهمون ما نكتب وزوايا النظر إلى وجود الله بيننا تختلف لأننا نرى سبب أنهيار الأمة ليس في الله ولا في الدين انما هو الفهم الخاطئ لمعرفة الله و الدين معاً بفعل المنابر الدوغمائية المدلجة التي أوصلت الأمة على ماهو عليه الآن
أننا نؤمن بعظمة الخالق لكننا نؤمن ايضاً أن العقل هو الذي بحث عن الله قبل الدين حين تجاوز ذاته . حين تجاوز حدود الزمان والمكان . حين تجاوز الطبيعة بحث عن ما وراء الطبيعة قبل نزول الوحي . وسأل من أنا وما أصل الوجود . ما الكون . ما الطبيعة . من هو المبتكر اللا محدد اللامحدود .
وأن الفكر الإنساني ذو النزعة الفردية قامت على اثره حالة شكية غريبة زعزعت أركان الأيمان والدين وحطمت جدران العبودية وهشمت معابد الجهل ومنابر الرياء بمطرقة الفلسفة والعلم تحت شعار لا يُثبت الفكر في عقول الناس وسيف الذل على رقابهم . وان إيمان الفرد قائم على الأفكار الخاص غربية كانت أم شرقية وأن الإنسان غاية نفسه وقيمة الحياة يكمن في المعنى والمفهوم . قد نجد عقلاً يبحث عميقاً عن الذات الإلهية ولا يملك وجوداً مميزاً ذات معنى ولا يدرك أن الله فكرة مطلقة خارج حدود العقول و المدركات . وقد نجد عقلاً يلوذ بصمت الشك والالحاد ممتلئ حسرة على ما يواجهه من قمع الجموع المغيبة عقلياً والتي تدعي الأيمان والتي لا تؤمن بان فلسفة الرفض يقين شاك يبدأ من العقل إلى معرفة الله فجعلوا اليقين في حالة ندم متواصل
لذا يجد المختلف وحشة أخفاء الإلحاد أبشع من الأجهار به فيطلق صوت زئيره الجاهر والمبرم بحق تمرده على ما يحيا به من ظلم الواعظين المنتفعين كي يقول ..
كل ماهو غامض يجب أن يُبعد من دائرة الحقيقة كي لا يصاب الفكر بالخدر . وأن الخوف من الله غير كاف لأحراز الاستقامه . وأن السلوك المستقيم تحت ضغط العجز والضعف الاذلال لا يخلق انساناً فاضلاً ..وأن القيم المحفوفة بالقناعة العقلية اكبر حائل ضد التعصب والتخلف والجهل …..وجد الروح