أجنحة المعرفة
بقلم/ عادل بن حبيب القرين
كلما مررنا على مساكننا بأُضحية الماضي والشمس ناشرة شعرها، تذكرنا الآباء والأمهات والأجداد والجيران في بساطتهم وكرمهم وتحابهم وحكمتهم ومعرفتهم بهذا الحياة الفانية!
فحتماً كل واحدٍ منا له ذكرى خاصة وقصة مروية مع تلك المحطة الحضورية بعيداً عن التفاوت العمري فيما بيننا وعلى أقل تقديرٍ لذلك بمرحلة الطفولة والبلوغ والنضج..
فالطين رائحة، وللجدران رواية، وللأبواب قصيدة، وللتراب قافية، وللرحيل غصة، وللصور دهشة!
ثلاثة أشياء لابد أن نتذكرها جيداً:
أنت، ثم أنت، ثم أنت!
فأنت الأولى التواضع، وأنت الثانية الشمولية، وأنت الثالثة صنع القرار..
ففي التواضع تتضح الأهداف، وفي الشمولية تتوحد القلوب، وفي القرار تصنع الرؤية..
ففي الأهداف التربية والمبادئ والقيم..
وفي نبض القلوب تقرأ الملامح، وفي الرؤية ساعة واستطاعة متى ما أردت أن تكون..
ففي الأولى محيطك، وفي الأخرى صدقك، وفي الثالثة عزيمتك..
ففي محيطك أهلك ورفاقك، وفي صدقك وجودك وتجليك، وفي عزيمتك إصرارك وتحديك..
ففي الأولى حضورك وفلسفتك، وفي الثانية نصيحتك وحياتك، وفي الثالثة تجربتك وخلودك..
وإياك أن تُطعم الشبعان، وتهين التيجان، وتصدق الغربان..
ففي الأولى مصالح ملونة، وفي الأخرى استدامة مزينة، وفي الثالثة مناقير الضجيج..
ففي الأولى شرود البصيرة، وفي الثانية ورود المضامين، وفي الثالثة حشود المدح الزائف..
فتذكر منظومة الإنسان الثلاثية: الروح والعقل والجسد..
واستحضر مساجد التأثر والتأثير عند أبي وجدك، وجدتي وأمك في:
صفاء المشاعر، وصدق الأحاسيس، وبقاء الكلمات..