قبلَ أن تزعجني ياحمكو وتسألني عن زيارة مصطفى الكاظمي الى الأقليم ، أُريد أن أطّلِع على إنطباعاتك أنتَ .
* أخافُ من تعليقاتك المُحبِطة وسُخريتك المُثبِطة للهِمَم ! .
ـ لن أسخر منك إذا قُلتَ شيئاً معقولاً عليه القيمة .
* قبل أكثر من سنة قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بزيارةٍ الى اليابان ، ومن ضمن برنامج الزيارة ، كان لقاءه مع الإمبراطور ، الذي إستقبلهُ في قاعةٍ صغيرة فارغة تماماً إلا من ثلاث كراسي عادية … واحد للإمبراطور والثاني للأمير والثالث للمترجم . فعل الإمبراطور ذلك متعمداً لكي يُقّدِم درساً عملياً للأمير ، في التقشُف والتواضِع ! . حسناً … إهتمامنا نحنُ في الأقليم ، بل في العراق أيضاً ومعظم دول المنطقة ، بالمظاهر والمبالغة فيها ، ألا يدعو الى التأمُل ؟ أنظر الى كراسي رؤساءنا ومسؤولينا الكبار ، تراها فخمة ضخمة ومُذّهبة غالباً والموائد الممدودة مليئة بالورود الطبيعية والبلاستيكية . نحنُ نحتاج إلى درسٍ من إمبراطور اليابان ! .
ـ كما يقول المثل الشعبي ” عَرَبْ وين طنبورة وين ” … أنا سألتُك عن زيارة الكاظمي وأنتَ تتحدث عن إمبراطور اليابان . حقاً أنتَ أحمق ! .
* على أي حال … كان هذا أحد إنطباعاتي سواء أعجبكَ ذلك أم لا . أما إنطباعي الثاني ، فهو أنني لأول مرّة أرى رئيساً عراقياً ب ” طِرگ القميص ” ، فعندما جاء الكاظمي الى القلعة في دهوك لمقابلة بعض ذوي المؤنفلين ، كان قد نزع سترته ورباط العنق أيضاً ، فبدا شعبياً بِحَق وهو يختلط بالأمهات الثكالى بعفوية … وكذلك زيارته الى أحد مخيمات النازحين الإيزيديين تركَتْ أثَراً طيباً .
ـ ماذا دهاكَ ياحمكو … أنتَ مُهتَم فقط بمسائل ثانوية تافهة ، وتبتعد عن جوهر الموضوع والمتمثل بِحَل الخلافات بين الحكومة الإتحادية وحكومة الأقليم .
* لا أريد أن أغضبك يارجُل … لكني أعتقد ، حتى لو كان مصطفى الكاظمي يمتلك فعلاً نوايا طيبة تجاه أقليم كردستان وإرادة فعلية لإيجاد حلول معقولة للخلافات المُزمِنة ، فأنهُ بعد أن رأى على أرض الواقع مدى التباعُد بين إدارتَي أربيل والسليمانية ، فأنهُ أي الكاظمي سينصاع لإغراء اللعب على وَتَر هذه الخلافات وإستحصال المزيد من التنازلات ! .
ـ أنتَ تجبرني ياحمكو على وصفِكَ بالحاقِد … ألا ترى ان العلاقات جيدة تماماً بين الديمقراطي والإتحاد ؟ والدليل ان رئيس الوفد المفاوِض مع الحكومة الإتحادية والذي زار بغداد عدة مرات ، هو قباد الطالباني وهو أحد قيادات الإتحاد .
* إسمح لي أن أقول أن رأيك ساذج ياسيدي . فقباد الطالباني تأثيره محدود على قرار الإتحاد وحتى شخصٌ مثلي يعرف ذلك ! .
ـ ان آراءك هذه ياحمكو متشائمة أكثر من اللازم وتُهبط المعنويات .
* لا أريد ان أكون سلبياً يارجُل … ولكن لو بادر الديمقراطي والإتحاد لحل خلافاتهما حول كركوك وسنجار والشفافية في ملف النفط والغاز وإجراء إصلاحات ضرورية للحَد من الفساد ، والإنفتاح الحقيقي على باقي الأحزاب .. لإستطاعا أن يتفاوضا مع الكاظمي أو غيره ، بموقفٍ موّحَد رصين ، ويكسبا إحترام وتقدير الطرف المُقابِل . أما ان يجُر أحدهما بالعرض في أربيل والآخَر بالطول في السليمانية ، فلن نحصل على نتيجةٍ مُرضِية !.
ـ لهم كُل الحَق .. الذين يصفونك بالمجنون . أسألك عن زيارة الكاظمي للأقليم ، فتُحّدثني عن كُرسي إمبراطور اليابان وخطوط الطول والعَرض ! .
كُرسي إمبراطور اليابان
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا