قرروا موعد الانتخابات…وماذا يعني…؟
إذا كانت المشكلة فساد النظام السياسي فإنه يتم الإصلاح وفق طريقتين إما الإصلاح التدريجي من خلال الإصلاحات التراكمية لكن ذلك يتطلب أن تكون الطبقة الحاكمة مؤمنة به ومصممة عليه، أو يكون بالانقلاب على النظام السياسي وقيام نظام سياسي جديد بمناهجه وأدواته …
أما إذا كانت المشكلة في فساد الطبقة الحاكمة ففي هذه الحالة أيضاً يوجد سبيلان أما الانقلاب العسكري أو إجراء انتخابات مبكرة للمجيء بمجلس نيابي جديد مؤهل للقيام بإصلاحات سياسية مؤهل لاختيار حكومة نزيهة وكفوءة …
في العراق السلطة الحاكمة فاسدة وغير كفوءة باعتراف الجميع بمن فيهم أركان وعناصر الطبقة الحاكمة ذاتها وتلك هي صلب المشكلة …والحل يكون باستبدالها بسلطة حاكمة نزيهة وكفوءة ولما كان النظام السياسي في العراق نظام برلماني فإن بيت الداء هو مجلس النواب إن صلح أنتج حكومة نزيهة وكفوءة، وان فسد تمخض عن حكومة محاصصة فاسدة وفاشلة…
في مجال الانتخابات يقال إن النتيجة تتوقف على وعي الناخب وسلامة النائب ويقصد بوعي الناخب أن يكون اختياره للمرشح على أساس النزاهة والكفاءة دون غيرها من العناوين والولاءات، في حين يقصد بسلامة الناخب استقامته ونزاهته وتفانيه من أجل سلامة وسيادة البلد ومعيشة وكرامة الشعب دون أية مئارب أخرى…
في العراق لا يتوفر الحد الأدنى من الوعي الانتخابي لدى الناخب الذي يؤهله ليحصر اختياره بالنزيه والكفوء من المرشحين بل تأخذه الولاءات الفرعية بعيداً عن تلمس النزاهة والكفاءة في المرشح، وأيضاً توجد حالة لغلق فرص الفوز في الانتخابات على الفاسدين واتباع الأحزاب المهيمنة على السلطة على مدى 17 عام والتي أوصلت العراق إلى حال من الفوضى والتردي والفساد والفقر وانعدام الخدمات وإفلاس الحكومة وعجزها عن دفع رواتب منتسبيها…
ما هو الهدف من الانتخابات المبكره…؟ في كل دول العالم يراد من الانتخابات المبكرة منح الشعب فرصة للاختيار لتغيير النواب الحاليين والمجيء بنواب آخرين للقيام بتشكيل حكومة صالحة قادرة على إصلاح الأمور وإحداث التغيير للأفضل…
في هذه الحالة فإن المنطق يقول:
عندما تكون أمام حالة مريض بالسكر فإنك ستكون حكماً أمام أحد موقفين للتعامل مع مرضه:
الموقف الأول: إذا كان يتمتع بالوعي الصحي الكافي تتركه وشأنه ولا تتدخل بأمره وهو يتحمل مسؤولية المحافظة على سلامته أو موته…
الموقف الثاني: أنك تقر بعدم كفاية وعيه الصحي عندها تقرر إدخاله إلى المستشفى وإخضاعه للعلاج وفي هذه الحالة يتعين عليك وجوباً وقبل أي شيء آخر إبعاد الأغذية التي تحوي السكريات والتي تلحق به الضرر به عن متناول يده…
ومن ثم تصمم برنامج علاجي يحقق النتائج وتحرص على سلامة ودقة تنفيذه إذا أنت فعلاً تسعى لسلامته أما إذا كنت تريد قصف حياته وموته فعلام تتدخل وتعلن كذباً أنك تسعى لشفائه من مرضه…؟
معدل السكر والفساد والفشل والفوضى والتدهور وإفلاس الخزينة في مريضك واصل لبو موزه وأنت تعلن السعي لتمكين مريضك من الشفاء وقررت من أجل ذلك أن تدخله المستشفى بإعلانك عن انتخابات مبكرة في حزيران القادم…
في هذه الحالة لنفحص أولاً إجراءاتك في إبعاد الأغذية المشبعة بالسكر عن متناول يد المريض…
1.هل طبقت النص الدستوري بعدم السماح للفصائل المسلحة بالمشاركة بالانتخابات للتخلص من ارتهان واختطاف الدولة العراقية من قبل تلك الفصائل وفوضى السلاح حالياً…؟
2.هل أوجدت القانون الخاص بالأحزاب وطبقاً لما جاء في نصوص الدستور …؟
3.هل قمت بإعداد قانون انتخابي يمنع هيمنة ذات الجهات وذات الوجوه على مجلس النواب المنتظر…؟
4.وإذا كان الترشيح فردي وليس على أساس الأحزاب وفي نفس الوقت الانتخاب على مستوى القضاء أو دون ذلك فهل يعني ذلك أن نفوذ وثقل الأحزاب على الجمهور لصالح مرشحيهم معدوم أو غير واضح…؟
5.هل طهرت مفوضية الانتخابات من أتباع الأحزاب وفككت قبضتهم عليها… من أدنى موظف فيها إلى مجلس مفوضيها…؟
6.هل أحكمت سلامة إجراءات الانتخابات وحققت استحالة التزوير فيها…؟
7.هل أوجدت القيود التي تضمن إبطال نتائجها وإعادة إجرائها ما لم يشارك فيها 51% ممن يحق لهم الانتخاب على الأقل لتتمكن من إطلاق صفة الشرعية عليها…؟
إذا لم تكن كذلك فكأنك يا بوزيد ما غزيت والقادم ليس بأفضل من الحاضر والحاضر ليس بأفضل من الماضي…وانتخاباتك المبكرة مجرد تخدير يستمر مفعوله لغاية حزيران القادم يصحو المُخَدرين بعده ليجدوا أنفسهم مكبلين في أحضان الفاسدين وعتاة صناعة الفوضى ومصادرة الدولة مجدداً وهم مسلحين بمشروعية انتخابات مشبعه بكل ما هو ضار بمريض السكر والعراق المشرف على الموت….
قرروا موعد الانتخابات…وماذا يعني…؟
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا