لماذا زيارة ظريف لرئيس مجلس القضاء الاعلى ؟
حيدر صبي
ان يلتقي وزير خارجية بلد بنظيره من بلد آخر تلك هي سنن البروتوكولات الدبلوماسية ، ولا ضير ان يستقبله رئيس دولة او رئيس رئيس وزراء للتشاور وتبادل وجهات النظر دون مباحثات معمقة بمعنى لقاءات مجاملة فهي تُبْحَثْ مع نظيره فحسب .
لكن ان يلتقي وزير خارجية بلد برئيس اعلى سلطة قضائية لبد آخر ذلك امر لابد لنا والتوقف عنده ؟
رئيس مجلس القضاء هو رئيس هيئة رسمت بدفت الدستور كهيئة مستقلة عن التشريع والمراقبة ، وهي مستقلة بعدم الخوض بالامور السياسية .
اما لماذا اصرار ظريف على ان يلتقي زيدان بمكتبه
في العراق انما جاء لترسيخ ابعاد السياسية للخارجية الايرانية ، وايصال رسائل للداخل العراقي وخارجه .
نعم انهم متنفذون ونفوذهم موغل طال جميع مراكز القرار العراقي وهذا غير خاف مع هذا تحاول ايران ان تلهب حماسة ذيولها وتجييشهم بمنصات التواصل الاجتماعي بذات الوقت تعطي جرعات من اكسير المقاومة لوكلائها المسلحين لقمع الداخل العراقي المناهض للسياسية الايرانية والتصدي لهم بحزم ، هذا من جهة ، من جهة اخرى اراد ابراز عضلاته امام امريكا ليقول لهم : تفضلوا فها هي ايران لازالت موجودة في العراق ولازلنا الاقوى .
ليس هذا فحسب بل ان حقيبة ظريف التي حملها لزيدان كانت تضم معلومات عن شخصيات عراقية ترى طهران انها متورطة بمقتل سليماني والمهندس لتقاطعها مع التحقيقات التي يجريها القضاء العراقي منذ الايام الاولى للحادثة وحتى الساعة .
لكن السؤال يبقى قائما لماذا ظريف استظرف زيدان ودخل عرينه بينما كان الاولى بهكذا زيارة ان يقوم بها رئيس مجلس القضاء الايراني وايضا ان كانت هناك من معلومات اما كان الاولى تقاطعها مع جهاز المخابرات الوطني العراقي وليس مع احهزة القضاء العراقي .
كل شيء غير خاضع للقياس ولا هناك فسحة لمقارنة العرف السياسي والاداري في العراق مع ماهو كائن ومطبق في بقية دول البسيطة ، ولذا اصبحنا نحرص على تطبيق نظرية اللامألوف والشاذ عن قواعد لعبة فن الإمكان السياسي . ولان هناك قيادة لاحزاب عراقية نافذة دجنوا عقائديا وولائيا لذا اصبح ولاءهم لايران يحتل مقدمة اولوياتهم واصبح ذلك عرفا سائدا بطريقتهم في الحكم ومنهجا سياسيا لابد والسير قدما عليه حتى النهاية غير مبالين لمصالح شعبهم ولا يدخل بحساباتهم مبدأ الحفاظ على امنهم القومي قدر الحفاظ على الامن القومي الايراني فهو الاولوية وهم جندوا انفسهم لتنفيذ تلك المهمة المقدسة .