لا شك ان جميع الأحزاب والقوى السياسية في الساحة العراقية وكما يعلم الجميع وبحسب تصرفاتهم وتصريحاتهم يعملون من أجل مصالحهم الذاتية والمصالح ألامريكية ودول المنطقة مثل إيران . . تركيا .. السعودية .. دول الخليج وحتى الأردن …
- إعلان -
جميع هذه الأحزاب بغض النظر في تسمياتها وتوجهاتها تخضع لضغوطات خارجية ، سواء كانت إقليمية او عالمية ، وتعمل من اجل تطبيق وخدمة مصالح تلك القوى في العراق وليس من اجل العراق والعراقين …
المشكلة الأساسية في رأيي في العراق هي الولاء …
كل ما اصابنا وكل ما نمر به من دمار ودماء وفقدان للامن سببه عدم ولاء الأحزاب السياسية للوطن ( العراق ) وهنا يكمن بيت القصيد .
لو كانت الأحزاب السياسية العراقية ولاءها الأول للوطن ، لتنافست تلك الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية العراقية فيما بينها على خدمة الوطن والمواطن .. وليس ضد الوطن ( العراق ) …
لكن ولاء هذه الأحزاب في المرتبة الرئيسية لصالح وجودهم وخدمة الدول التي تدعمهم .. لذلك ان الصراع بين هذه الأحزاب هو صراع المناصب والمكاسب ، وليس صراع توفير الخدمات للمواطنين بالشكل الافضل ، الذي يضمن رقي وازدهار البلد وتوفير العيش الكريم للمواطن …
وبكل تأكيد نتمنى أن يكون لنا في المستقبل القريب أحزاب سياسية يكون ولاؤها للوطن ( العراق ) ، كما نتمنى أن يتمتع أبناء وطننا بحقوقهم وتتوفر لهم حياة كريمة افضل ، وتتحقق كل مطالبهم وآمالهم واحلامهم ضمن عراق ديمقراطي حر يتساوى فيه الجميع أمام القانون ، وينعم بالأمن والأمان بغض النظر عن الانتماء السياسي .. القومي .. الديني .. المذهبي .. ولكن للأسف نحن نمر بواقع مرير تسود فيه التفرقة والتمييز والقتال و الصراع على الامتيازات وعلى المصالح بأسم الدين والقومية والمذهب …
ولتمرير تلك المصالح يتم اللجوء إلى الاحتقان والنزاع الطائفي بخلق أزمات مذهبية ودينية وقومية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين الابرياء ليغرق البلد في حمام من الدماء و المجازر ومنها سبايكر والابادة الجماعية للايزيدية في شنكال وغيرها الكثير من المآسي التي يعاني منها الشعب العراقي منذ سقوط النظام الدكتاتوري المقبور إلى يومنا هذا .
اما بخصوص ، أبناء المكون الايزيدي ( وهم مكون أصيل ) فانهم يعانون أيضا من نفس ما يعاني منه المواطن العراقي الفقير …
للأسف ان اغلب المسؤولين الايزيدين ولاؤهم لاحزابهم و مصالحهم الشخصية ، بالتالي ولاؤهم ليس في صالح خدمة أبناء الديانة الايزيدية ، بالرغم من ما مر عليهم من إبادة جماعية على يد الإرهاب الداعشي ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) .
الا ان المسؤولين الايزيدين ولاؤهم لمصالحهم الشخصية والحزبية اكثر من ولائهم لمصالح أهلهم الايزيدين المظلومين من الجميع حكومة واحزاب .
ولو كان ولاؤهم ( المسؤولين الايزيدين ) لصالح المكون الايزيدي الذي يعاني من جينوسايد ، لما بقوا منذ ما يقرب من ست سنوات يعيشون في مخيمات النزوح ، كما ولم يعد لحد الان جميع المختطفين ، ولم توثق جميع مقابرهم الجماعية بعد ، ولم تعمر مدنهم ومجمعاتهم وقراهم بعد ، ولم يتم محاسبة ومحاكمة الخونه والغادرين الذين تسببوا بـ الابادة الجماعية للايزيديين ، وكل ذلك الذي عاشوه وبسبب عدم ولاء المسؤولين الايزيدين لاهلهم ، وبسبب عدم الولاء والاهمال التام من المسؤولين السياسين في حكومة بغداد واربيل .
لذا ان الجميع في العراق ( المواطنين ) يعاني من ولاء الأحزاب السياسية الخارجية ومن فسادهم وعدم ولائهم للوطن ( العراق ) وخدمتهم لمصالحهم على حساب خدمة الوطن والمواطن .
وان كان هناك ولاء حقيقي بالوطن والمواطن لكان وضع الايزيدين افضل من ما هم عليه الان ..
كلنا أمل ان نجد الوطن (العراق ) في المستقبل القريب خال من الفساد الإداري والاقتصادي والسياسي ويؤمن للمواطن كرامته وحقه في العيش الكريم وتتحقق فيه طموحاتنا نحن كـشعب .
وبكل تأكيد نتمنى أن يكون أبناء الديانة الايزيدية هم ايضا يتمتعون بحقوقهم وتتوفر لهم حياة سعيدة ، وتتحقق كل مطالبهم وأمالهم واحلامهم ضمن عراق ديمقراطي حر يتساوى فيه الكل امام القانون ، بغض النظر عن الانتماء السياسي والقومي والديني والمذهبي …
كما نتمنى في القريب العاجل ان يتحرر جميع المختطفين ، وتتم معاقبة ومحاكمة جميع الخونه والغادرين الذين كانو السبب في ( الجينوسايد ) الذي تعرض له أبناء الديانة الايزيدية على يد داعش الإرهابي ، وان يعاد إعمار مدنهم وقراهم ، وان تتوفر لهم الحماية والامن ، وان يكلل ذلك بعودة أهلنا إلى مناطقهم .