ماهر ضياء محيي الدين
تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين وهي ذكرى تشكيل نواة الجيش العراقي الباسل في عام 1921 الذي بقي على عهدا من ذلك التاريخ وليومنا هذا .
سجل حافل بصفحات مضيئة لتاريخ هذه القوات النظامية التي سطرت أورع صور الفداء والتضحية ، والوقوف بوجه مخططات أعداء البلد وأهله ، وهي محل فخر واعتزاز لنا جميعا يشهد له العدو قبل الصديق على دورها في اشد الظروف وأصعب المراحل التي مرت على بلدنا العزيز ، ولم يقتصر دورها على الدفاع وحماية البلد والمحافظة على أمنه أو استقرار، بل والحقائق والوقائع تؤكد دورها الاستراتيجي على المستوى الإقليمي .
هذا الدور جعله الذي لعبه خلال الفترات المنصرمة ، وما يملك من قوة عسكرية ضاربة ، و وجود رجالات أهلنا للمهمات الصعبة والمستحلية ، وهي على إتمام الاستعداد لتقديم الغالي والنفيس من اجل الوطن لتكون مخططات ومشاريع أعداء الأمة والبلد من اجل تدمير هذه المؤسسة الوطنية المهنية لان وجودها يشكل عائقا كبيرا في تحقيق مأربهم الدنية ، وخصوصا بعد الاحتلال الأمريكي ، وقرارها بحل الجيش العراقي دليل واضح ودامغ على وجود مخطط أمريكي مسبقا يستهدف هذه المنظومة ، والتخوف من دورها أو تدخل المباشر بعد الدخول الأمريكي ، وأمر أخر يؤكد هذا الحذر الأمريكي ومن يقف ورائهم من بعض أطراف الداخل والخارج هو إبعاد أو إقصاء واستهداف بعض قيادتها بحجج شتى، وتكون القيادات الجديدة من اللذين لا يملكون الخبرة والقدرة الكافية لإدارة هذه المؤسسة الحساسة ، ومن أهل الحكم والأحزاب ، لكن هناك قيادات مهنية معروفة بولائها ووطنيتها للبلد تصل الأمر بعد ذلك إلى قتلهم أو تهجيرهم ، ولو بقي الجيش على حالها يمسك زمام الأمور لما تعرضنا إلى اكبر هجمة قتلت الآلاف ودمرت البلد .
قد يعترض علينا البعض ويقول هذه جيش صدام ، واغلب القيادات العليا مرتبطة بالنظام ارتبط عائلي أو مذهبي أو منها انتماء البعض لحزب البعث المقبور ، ومنهم من خسر أو سيخسر مركزه أو موقعه ، بسبب انهيار النظام ليكون ردنا نتفق مع هذا الطرح ، لكن في المقابل ليس الكل تنطبق عليها هذه الأمور ، وهناك قيادات بارزة مشهد له حبها لبلدها ، ومنهم موجودون في أعلى المراكز العسكرية أو الأمنية ، ومن معظم الطوائف ، وشاركوا في معارك التحرير ضد داعش حتى تحقيق النصر .
سيبقى سور الوطن الجيش العراقي بمختلف صنوف أو تشكيلات صمام امن لكل العراقيين ، وسيأتي اليوم الذي تعود هذه المؤسسة إلى سابق عهده يمارس دورها بكل مهنية ووطنية ، وسيتحقق هذا الأمر اجل أو عاجلا لسبب بسيط جدا حاجة البلد وأهله تفرض عليه يكون لدينا سور وطننا قويا ومتماسكا بوجه هجمات ومخططات أعداء الإنسانية والدين .