عباس داخل حسن
يبدو ان الحديث عن الاصلاح يبقى مجرد شعار واجتماعات بين كتلة التحالف الوطني العراقي بعيدا عن الاجماع الوطني الذي اصبح بين مشكك بها ومتسائل عن مضمونها رغم انه في صلب العملية السياسية والبرلمان واصبح الاصلاح طلسم اخر يتداوله الاعلام مثلما تداول اتفاقية اربيل من قبل الى ان ظهرت بنودها المنتظرة ولم تحدث اي اهتمام لانها بضعة سطور لاتلامس الحلول لواقع ماساوي وتردي خدماتي مريع يجلد المواطن طيلة الوقت واصبح الحديث عن الاصلاح مثل حبة مخدرة او منوم
وبالامس ظهرت من خلال احاديث اركان التحالف الوطني بعض نقاط عامة وسطحية دون تفاصيل . والكرة الان في ملعب التحالف الوطني الركن الاساس بهذه المرحلة لحلحلة كل الامور واقرار الكثير من القوانين المهمة التي من خلالها تغيير اللعبة السياسية نحو الافضل وخلق اجواء من الثقة بين فرقاء العملية السياسية المشتركين فعليا في الحكومة وادارة البلد وهذا لايحدث باي مكان من العالم الا في العراق ان تكون معارضة وحكومة في ان واحد وهذا مجافي للواقع والمنطق ووقاحة غير معهودة في عالم السياسة . ويشحذ الجميع سكاكينه الاعلامية على الاخر بتصريحات وتجييش للانصار بخطب رنانة . والضحية رقاب المواطنين الذين يعانون الامرين من سوء الخدمات والفساد والارهاب
وبدات ورقة الاصلاح مثل محاربة الفساد . عملية ذر الرماد في العيون ومثلما خفتت اصوات محاربة الفساد وسحب الثقة بدأنا نسمع خفوت اصوات ورقة الاصلاح اما لاسباب التوافقات الشخصية او لاسباب تكتيكة مرحلية لايهم اطراف اللعبة الا كسب الوقت ومزيد من المكاسب الحزبية والشخصية
ان اهم بنود الاصلاح في نظر الكثير من فقهاء السياسة والقانون المحايدين في العراق هي
قانون النفط والغاز
قانون الاحزاب
القانون الداخلي لمجلس الوزراء
المادة 140 من الدستور والتي اصبحت نقطة جدل وخلاف بين المركز والاقليم
تحديد الولاية للرئاسات الثلاث
اصلاح المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية
اما الحديث عن التوازن الطائفي والدرجات الوظيفة والعهود المبرمة بين الاشخاص لمرحلة ما هذه ليست من الاصلاح ولا هي دستورية ولا قانونية ولا وطنية بل توافقات فرضتها مرحلة تجاوزها الزمن نتجة المتغيير الاقليمي والدولي وما تشهده المنطقة من هزات وارتدات قوية تنبأ عن سيناريوهات ومتغيرات تضرب صميم الاقليم باسره ولو بعد حين
ولا احد ينجوا من آثارها . والعراق اليوم في قلب العاصفة وعليه ان تكون خطوات الاصلاح تسابق الزمن والعملية ليست مستحيلة لكنها صعبة وتحتاج لاكثر من طرف لان الامور مركبة تاريخيا وجغرافيا وواقعيا فنتجت عملية سياسية قوامها المحاصصة والتوافقية والطائفية ولايمكن التخلص منها بين ليلة وضحاها الا بخارطة طريق ملزمة وواضحة وعلنية تنشر على الاعلام لان اليوم كثير من المرجعيات ومنظمات المجتمع المدني والنخب تطالب ان تكون القرارات والاصلاحات ضمن الدستور وعلنا امام وسائل الاعلام نتجة لانعدام الثقة بين المواطن واطراف ومكونات العملية السياسية وتجربة التسعة سنوات شاهدة على ذلك وكلفت العراقيين الكثير من الدم والمال والوقت
وبانتظار عودة رئيس الجمهورية من رحلته العلاجية التي طالت بهذا الوقت العصيب والحرج ربما سيعلن عن هذه الورقة السحرية التي لازالت غير معروفة نحتاج الى جهد غير عادي في ظرف يشهد تطورات دراماتيكية غير عادية في ظل عملية سياسية مشوشة ولذلك الحين سيبقى جرس الاصلاح صامتا وكل عام والجميع بخير … والله يجيب العواقب سليمة