(دكتاتور ضئيل)!
.
عبد الخالق الركابي
.
يبدو أن الواقع في العراق تجاوز المخيّلة بمراحل حتى باتت كتابة رواية تحاول مجاراة ما يجري ضرباً من المحال ليس لإجرام داعش وتفننه في تصفية الأبرياء بأشكال وصور لا تخطر في البال فحسب، بل لإجهاز بعض نهّاب البرلمان – الذين كنا نسميهم في السابق نواباً – على أبسط مظاهر الحرية الشخصية؛ حتى أن واحداً من هؤلاء النهّاب – الذي سبق له توزيع سندات أراضٍ وهمية على بعض البسطاء لغرض كسب أصواتهم في الانتخابات البرلمانية فضلاً عن إبتكاره آية مزيفة أضافها إلى القرآن دون خجل – ظهر في فديو وهو يتصرف على شاكلة دكتاتور بالغ الصغر مهدداً ومتوعّداً ملايين الناس بإحالتهم إلى القضاء إن لم يرضخو لسطوته البائسة.
أعترف – وعذراً لصراحتي – أنني لم أملك وأنا أراه يلوي فمه ويضفي على وجهه الأملط سمات شراسة مضحكة، لم أملك إلا أن أكوّر فمي على شاكلته لا لأقلّده، بل لأطلق أطول (زيج) في حياتي!
(دكتاتور ضئيل)!
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا