بشار شيتنه
في ظل الاغبرة والاتربة التي تجتاح العراق من شماله وحتى اخر منطقة في جنوبه والتي باتت بشكل يومي ربما هي لعنة الله لما تقترف من الذنوب في بلادنا لان العراق لم يشهد مثل هذه الاجواء الا في بداية شهر ايار من كل عام ولم تكن لتستمر الا لبضعة ايام ويضاف الى هذه الاجواء المجموعات (الزمبورية) التي تلسع كل اركان المجتمع ونقصد بهم السياسيون الذين تحولوا الى زنابير وعليه اصبح الشعب يلجأ الى التدخين على قول الشاعر عبدالرحمن الكوراني الكوراني (لعمرك لم اشرب دخانا لاجل ان تبسر نفس تدانى من خروجها ولكن زنابير الهموم تلسعني فدخنت حتى يستبين خروجها) ويقصد شاعرنا ان الهموم مثلها مثل الزنابير تلسع ولكن دخان السجائر تطردها وتبعدها وهي حال الزنابير اذا ما اردت ان تبعدها فما عليك الا ان توجه اليها الدخان لتأمن شرها.
نعم فان السياسيين بنقضهم الاتفاقات وعدم التزامهم بالدستور اصبحوا زنابيرا يلسعوننا وبدلا من ان يوجهوا الانظار الى الخدمات يتحاورون على الكرسي والجاه ومن ثم السيطرة على المقاليد بدكتاتورية لم يشهد له العراق مثيلا حيث الوزارات الامنية كلها بيد شخص واحد والجيش من اتباعه وممارسة تحزيب الاجهزة الامنية والسؤال لم كل هذا ؟؟؟
اتدرون ان الاجتماعات واللقاءات لم تعد تجدي نفعا لان الجميع قد فقدوا الثقة ببعضهم واصبح مثلهم مثل الصحن الخزفي او (الفرفوري) اذا ما تكسر فيكون من الصعوبة بمكان اعادتها الى اصلها هذا من جانب ومن الجانب الآخر ان التعنت والمصلحة الشخصية باتتا اهم من المصلحة الوطنية .
ان المسؤول ان رأى انه مكروه من الكتل والشعب عليه ان يقدم استقالته ليريح نفسه وليرتاح منه الشعب وليبدأ البناء ويكون الدستور سيد الموقف .
وكفى للزنابير لسعاتها الطائفية والكتلوية ليبقى العراق ابيا عزيز الجانب كما كان ولتسود المحبة والامان بعيدا عن الميلشياويات الخارجة عن القانون لان الشعب لايريد الشعارات بل يريد دولة قانون حقيقي لا دولة ادعاءات قانون لان ممارسات هذه الدولة في مجملها بعيدة عن القانون وقريبة من الاستهتار بمقدرات الشعب الذي طال انتظاره لبناءه بناءا دستوريا حقيقيا لكي يؤمن له المستقبل ويبعد عنه الظلمات والزنابي