جمعه عبدالله
تدخل العملية السياسية بين مد وجزر نتيجة تطاحنات وتجاذبات اطراف الصراع المشتركة في قبة البرلمان في عوامة التصاريح النارية وفي هوج وسائل الاعلام تصب في معارضة اسلوب وطريقة ادارة شؤون البلاد التي تتوضح معالمها . بان
السيد ( المالكي ) يسعى بكل جد ومثابرة الى احتكار السلطة والقرار السياسي لصالحه بالاعتماد على الاسلوب الابتزاز السياسي . ويتجه بخطوات ثابتة الى الحكم الدكتاتوري بتركيز السطلة التشريعية والتنفيذية الى سطوته السلطوية . وهيمنته على
الاجهزة الامنية والمخابراتية وتطويعهما وفق مشيئته وارادته . والاستحواذ على وسائل الاعلام الرسمية بالترويج بافكاره السياسية وتجميد نهجه السياسي المشبع بايات التمجيد والالقاب المثيرة للجدل والسخرية , مثل يتسم بالكفاءة العاليةوالقدرة
الفائقة والحرص النبيل باعتباره رجل المرحلة والرجل المناسب لانقاذ العراق من شراسة الفساد الضارب في المؤسسات الدولة , وانقاذ الشعب من هلاك التناطح على كرسي الحكم وخطر ضياع الجهود الحثيثة لانتقال العراق الى مرحلة البناء
والاعمار وانصاف الشعب بمطاليبه العادلة . ودعم استقرار العراق والحفاظ على المكاسب التي تحققت بسقوط النظام المقبور .. تتمثل بتجديد ولاية السيد المالكي للمرة الثالثة , لتجنب المخاطر التي تحيط بالعراق ,وتثبيت الاستقرار السياسي
وان المرحلة الحالية تتطلب شخصية قوية ومتماسة وتضبط مفاصل القرار السياسي بحنكة عالية وتيسير مؤسسات الدولة وفق المخطط المرسوم لها. ان انصار هذا الطرح يروجون الى فكرة تبني ما يسمى بالدكتاتور العادل الذي من شأنه
ان يحفظ العراق من مخاطر تردي الوضع السياسي ويصون التجربة الديموقراطية من الاخفاق .. ان مروجي هذه الافكار يخالفون العقل والمنطق والتأريخ بجمع الاضداد سوية في بوتقة واحدة. اذ لا يمكن جمع الدكتاتورية بالعدالة , لانه
مخالف للحقيقة ولا يصمد امام امتحان الزمن . لانه سيفشل في اول اختبار عملي كما فشلوا في جمع بين الديموقراطية والمركزية باسم ( الديموقراطية المركزية ) وكما فشلوا اصحاب شعار ( نفذ ثم ناقش ) كأنما يخلطون الملح والسكر
في قدح الشاي .. ان مثل هذه الدعوات لها اغراض واهداف سياسية . ومقصدها يصب في الاستحواذ على السلطة والنفوذ واحتكارها وتهميش واقصاء الاخرين .. انها نوع من ثقافة التجهيل والتضليل وانشغال الشعب عن البحث عن العلاج
الشافي للازمة السياسية وبعثرتها في حلول وهمية بعيدة عن تطلعات الشعب .. ان هؤلاء مروجي سياسة المالكي متذرعين بذريعة بان العراق محاط من الاعداء والحاقدين والمتربصين . وهذه حقيقة لا يمكن لاحد ان ينكرها او يتجاهل مخاطرها
ولكن ماهو المطلوب لتصدي لهؤلاء المارقون والمتصيدون في الماء العكر . الذين يجدون المناخ الملائم والتربة الخصبة من خلال الخلاف الدائرة باعلى درجات السخونة . والخلاف الحاصل بين الاطراف السياسية . مستغلين هذا التوتر في
بث السموم هنا وهناك من اجل تخريب العملية الديموقراطية والعبث في امن واستقرار المواطن . ان هؤلاء الاعداء ينون رجوع العملية السياسية الى الوراء لتحقيق هدافهم العدوانية وتحقيق مأربهم السياسية البغيضة .. وهذا يتطلب اليقضة
السياسية والوعي المسئوول على مصالح الشعب والوطن . بانصاف الشعب المظلوم بقرارات عادلة تنعش الامل في المواطن وكذلك بالايفاء بالوعود الاصلاحية وليس ابقاء الشعب في حالة العوز والفقر والحرمان . وان السلاح القاتل
لهؤلاء الاعداء هو احترام بنود الدستور العراقي وخلق اجواء مناسبة لاحترام الحريات العامة ومنها حق التعبير وحق التظاهر السلمي . وبناء مؤسسات مستقلة تعتمد على الكفاءة والخبرة والنزاهة . وان النظام الديموقراطي لا يمكن ان يتطور
وياخذ مجراه الطبيعي إلا باحترام الرأي الاخر او الرأي المخالف , وتفعيل الرقابة الشعبية وابراز دور البرلمان في الحياة السياسية وعلى قاعدة التبادل السلمي للسلطة .. وكل الاطراف السياسية تطرح عدة معالجات واقعية ومناسبة للخروج من
الازمة . وان هذه الاطراف السياسية تتهم السيد ( المالكي ) بترويج لسياسة حزبه ومنافعه الذاتية واهمال القاعدة الشعبية الواسعة من الشعب يصارع الازمات دون معين اومساند . وانه يتجاوز على الدستور ويطوع بنوده حسب ما يشتهي . وانه
يعرقل المساعي المبذولة في اتجاه حل المعضلات والمشاكل ورفض الحلول الاصلاحية التي من شأنها تساهم في الخروج من الحلقة الدائرة ,تبني الحوار البناء والثقة السياسية المتبادلة . وكل طرف سياسي يملك تصورات وحلول صائبة ومناسبة
فمثلا السيد ( مقتدى الصدر) طرح مشروعه الاصلاحي في ( 18 ) بندا تعتبر مقدمة واقعية لحل المعضلات وتجنب الانهيار السياسي . وكذلك تصريحات السيد (عمار الحكيم ) تحمل في طياتها الحكمة السياسية والنضج السياسي الواقعي والسليم
وكذلك السيد ( مسعود البارزاني ) يطرح تصورا ناضج بالحكمة السياسية والموقف المسئوول والحريصة على مصالح العراق وانجاح العملية السياسية ويصالها الى بر الامان وفق تطلعات الشعب بكل قومياته واقلياته المختلفة . وتصب في
خدمة مفهوم الشراكة الوطنية الحقة والصحيحة بالاعتراف بالحقوق القوميةالمشروعة. وكذلك بحق الاقليات المختلفة تحت سماء العراق ..اذن الكل مصمم على الخروج من الازمة السياسية . الكل يطرح مفاهيم ومواقف اصلاحية واقعية تخدم الشعب
العراقي , وكل الجهود تصب في المعالجات السليمة . وهذه الجهود من شأنها ان تضع النقاط على الحروف .. اذن من هو المستفيد من استمرارالازمة السياسية ؟ ومن هو الذي يقف حجرة عثرة في بناء العراق الديموقراطي ؟ ومن هو الذي يعرقل
عقد المؤتمر الوطني المنشود ؟ ومن هو الذي يخلق الازمات ويسعرها في الشارع السياسي ؟ يجب على هذه الاطراف السياسية الاعتراف بالحقيقة الكاملة امام الشعب . عليها ان تكشف من يحجب الشمس عن العراق . ومن يسعى الى الظلام
ان العراق بحاجة الى نور ساطع لبناء مستقبله بثقة وحرص ابناءه الاوفياء