المهندس شروان الوائلي
من منا لا يحب العراق؟
سؤال يدور في خلدي كثيرا وانا اتجول في انحاء ولايتي الجنوبية ومحافظات الشمال والوسط والغرب .. عبر نوافذ الروح تطل شمس العراق لتضيئ لنا الدرب
ليقول لنا بكلمات بسيطة ان الديرة بخير وكل مآل الخراب فيها الى زوال .. ف”الحرامية” والمفسدين هم في الواقع السوسة التي تنخر السفن وتغرقها في بحر الضياع .. وهذا ما لا نريده للعراق ابدا ..
**
ما اكثر المواقف التي تنطبق عليها مقولة أبا عبدالله الحسين عليه السلام في ان (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونة ما درة معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون )
صدق سبط رسول الله ..فهذه المقولة تكشف طبيعة الكثير من المرائين والمتظاهرين بالدين والقيم الانسانية .
اما جلسة البرلمان يوم الخميس الماضي فقد كشفت معادن بعض النواب الذين كان اصطفافهم في غير محلة …تصوروا معي .. نائب ائتمنه الناس على مصالحهم ومصالح العراق وفي اول اختبار للمصداقية والامانة والشفافية ينزلق النائب في غياهب المصالح غير المفهومة والمظلمة .. فاي مصلحة يمكن ان يضعها اي منا قبل مصلحة الشعب وحمايته من الفساد وارهاب الفساد وتدمير الفساد
والا يدرك هذا النائب او ذاك بان لعبة الفساد هذه لا تنتهي ابدا .. وبان كل مدخولات وميزانيات العراق مهما كبرت وازدهرت فهي في نهاية الامر لن تسد جشع المفسدين ولن تروي عطش اجرامهم؟
**
تناسى البعض من النواب احايثهم ضد الفساد ومضارة وتأثيرة على الوطن والناس , وتعمدوا الخروج من قاعة مجلس النواب لكسر النصاب حتى لايتم التصويت على اعفاء امين بغداد من منصبه لغرض ان يتنفس العراق الصعداء.
فعلى الرغم من الفساد الواضح الذي تم كشفه في جزء من ملفات امانة بغداد وصل عددها ثمانية عشر ملف ارسلت الى هيئة النزاهة و صدرت اوامر اعتقال بحق بعض الاسماء المتهمة فيها داخل امانة بغداد من قبل الهيئة الا ان بعض اعضاء المجلس اثبتوا بانهم خانعين لسلطة التوافقات السياسية و الحزبية.
ان عدم التصويت على اقالة امين بغداد قد اصابت مجلس النواب و دوره الرقابي بنكبة قوية في مجال الذمة السياسية و الشرعية
وكلنا ننتقد الفساد وندعوا لمحاربة الفساد , ومتفقين على ان الفساد والارهاب خطان احمران بنفس وزن الخطورة على العراق واهله ..فلماذا سكت البعض يوم امس عن الفساد ؟ لماذا غادر القاعة من غادرها ؟ الم يكن من الاجدر بهم ان يصوتوا بنعم او لا ؟ فمن كان يؤمن بنزاهة امين بغداد لماذا لم يبق في القاعة ويصوت له بنعم؟
**
لعب بعض النواب في جلسة امس دورا مثيرا للأشمئزاز ومعيبا في ان واحد , حيث وقف احد النواب من احدى الكتل في باب قاعة المجلس وبدأ يشير وبأصبعه لباقي النواب لمغادرة القاعة!
هو نفس الاصبع الذي صوت به عندما غمسه في الحبر البنفسجي وعاهد ببصمته العراق على الوفاء والاخلاص ومحاربة الارهاب والفساد .. الا انه لم يوف ولم يخلص بل خرج عن الطريق السواء الى جادة مضادة لمصلحة الوطن واهله ..
فلكم ان تتصورا هذه المهزلة..نائب يشير لنائب اخر وبأصبعه ليترك القاعة حتى يكسر النصاب!! هل هناك اكثر من هذا الاستخفاف بالعراق وحقوق العراقيين بهيبة مجلس النواب واعضاءه؟
هذا النائب (ابو الاصبع ) والمعروف بتقلبه وتلونه وتحزبه تبعا لمصلحته .. ومواقفة منذ وصوله الى مجلس النواب بأصوات رئيس قائمته .. تجرأ وتقدم الى احدى عضوات المجلس وبشكل خارج عن المألوف واللياقة ليأمرها بترك القاعة .. وهي السيدة الفاضلة والاستاذة في العلوم السياسية , فكان ردها , رد العراقية والبغدادية الاصلية , المتشبعة بحب العراق والحاملة لكرامته وهيبته واسمه ..فقد انتفضت صارخة بوجهه ( انا لست بطالبة ابتدائية لتأمرني, انا امثل الشعب العراقي وبأرادة حرة ) ..
ولهذا النائب (الاصبعي) مواقف مشينة كثيرة .. لا نريد الخوض في كافة تفاصيلها
فقد صرح مغالطا نفسه , كما يفعل دائما , بان مجلس النواب يفتقر إلى الأجواء الايجابية لخلق قناعات لسحب الثقة عن أمين بغداد صابر العيساوي..
ويضيف ان “عملية تقديم طلب لسحب الثقة هو إجراء دستوري ولكن لا اعتقد أن الأجواء مهيأة داخل البرلمان لتمرير سحب الثقة عن العيساوي”.
وان “استجواب العيساوي لم يخلق قناعات داخل مجلس النواب لسحب الثقة عنه”، مبينا أن “على الاستجواب أن يولد قناعات داخل قبة البرلمان لسحب الثقة وان يكون من قناعة كافة الكتل”.
فاي قناعة اكبر يا ترى من وضع الارقام والوثائق والشهادات امام الجميع ؟؟ واي اجواء مهيأة او غير مهيئة ؟
انها مسألة امانة يا اخوان .. وعندما تفقد .. لا يمكن ان تعوض باي شيء…
**
بعض النواب , تمسكوا بقناعتهم الشخصية , معارضين قناعات كتلهم , ورفضوا ترك القاعة , ومكثوا في القاعة لغرض التصويت ضد الباطل واستبعاده ..هؤلاء تسلحوا بحبهم للعراق وكرههم للفساد والمفدسين , فالسيدة التي بنت قناعتها على ضوء اطلاعها الكامل على الخدمات اصرت على البقاء للتصويت بنعم للاقالة وكذلك الاخ النائب الذي عارض رأي كتلته ولم يغادر القاعة معلنا انه سيصوت بنعم للاقالة ايضا , وكتلة برلمانية كسبت اصواتها بمحاربتها للفساد والمفسدين اصرت على البقاء في القاعة لتساهم بدحر الفساد والتخلص منه , ونائب اخر , اعلن انه سيصوت بنعم للاقالة حتى لو صوت كل اعضاء المجلس بلا .
هذه المواقف الخيرة والنبيلة هي التي ستعيد ثقة الشارع العراقي بنوابه وممثليه
على الرغم من كل الذي حصل يوم الخميس , ألان ان جميع الخيرين متفقين على ان يوم الخميس كان هزيمة كبرى للفساد ..