فراس الغضبان الحمداني
تناقلت بعض وسائل الإعلام مؤخرا صفحات من مذكرات طاهر جليل الحبوش رئيس جهاز مخابرات النظام البائد وأكثر ما أثار الاهتمام من هذه الفضائح المعلومات المتعلقة بعلاقة مسعود برزاني بالنظام وبصدام شخصيا حيث يقول حبوش ان هذه العلاقة لم تنقطع بين دكتاتور الكرد وصدام حسين دكتاتور بغداد وايضا الرموز الأخرى وبينهم نيجرفان وطبعا قصي وعدي فالعلاقة امتدت من السياسة إلى التجارة والتعاون الأمني والمخابراتي وكان مسعود يردد كما يقول الحبوش بان أكثر رجل اخلص للأكراد هو صدام حسين بل يذهب برزاني إلى ابعد من المديح هو الغزل بالقائد الضرورة .
ويسرد الحبوش تفاصيل كاملة عن استغاثة برزاني بصدام بعد إن استطاع خصمه اللدود جلال الطالباني من احتلال اربيل عام 1996 وأرسل صدام قوات الحرس الجمهوري لإنقاذ برزاني والتصدي لطالباني حينها قال مسعود إن لواء واحدا من قوات صدام قادر على ان يسحق ليس قوات طالباني بل جيوش تركية وإيرانية ولهذا فانه لم يطلب من صدام أكثر من الحقوق التي جاء بها بيان 11 آذار ولا نريد ان نسرف بما قاله طاهر الحبوش لكننا نتساءل عن سر الهستيريا البرزانية التي تزامنت مع موعد انعقاد القمة العربية في بغداد من خلال حديثه مع قناة الشرقية الصفراء لصاحبها سعد البزاز والذي كانت له ذات الوشائج مع الدكتاتور المقبور ولعل العارفون والمقربون من مسعود يدركون السر وراء هذه الهجمة وهي لا تستهدف كما يضن البعض المالكي (ودكتاتوريته) كما يقولون والصحيح هو وحدة العراق وقوته والدليل على ذلك إن برزاني حاول إن يسحب القمة إلى اربيل بدون حياء أو خجل وعبر هو وحزبه عن اعتراضهم لقيام القوات العراقية بواجبها الوطني التقليدي فشعر مسعود بالرعب من خبر تحليق 100 طائرة عراقية في سماء العراق لحماية القمة .
إن برزاني وبصريح العبارة يعتمد معادلة مريضة تتمثل بان قوة العراق وحكومته المركزية هي إضعاف لكيانه لذا فانه يسعى لتدمير العراق من اجل بناء إمبراطورية كردية وهي بالتأكيد لا تمثل مصالح الأكراد لان مصيرهم وتاريخهم مشترك مع العراقيين وبقية مدنه وتحت دستوره الذي ضمن لهم حقوقهم التي لم يجدوها الا عند الحزب الديمقراطي الكردستاني ولا لدى الاتحاد الوطني الكردستاني لأننا نعلم إن مبلغ الـ 20 مليار دولار المخصصة للكرد تذهب أغلبيتها إلى جيوب برزاني وطالباني والحرس القديم من حزبيهما الدكتاتورين .
وهكذا فضح سيناريو مسعود من خلال التنسيق مع أمير قطر لتشكيل لوبي تحت شعار حماية سنة العراق وهذا ما أعلن عنه بعد مؤتمر القمة واستكمله بخطة خبيثة هي تهريب المجرم الإرهابي طارق الهاشمي إلى قطر والإمارات ليقبض منهم ثمن خيانته وقتله للعراقيين ، إن هذا السلوك السياسي وهذه الإستراتيجية الخبيثة تجعل كل المنصفين والمحللين والمتابعين للأحداث إن يتوقعوا في وجود أسرار خطيرة عن دور جهاز مخابرات البرزاني ( الباراستن ) باعمال خطيرة خاصة بتقويض الأمن الوطني العراقي وهذه الحقيقة يجب إن نضعها بعين الاعتبار ونحن نقيم أداء كل الحلفاء في العملية السياسية .
والعجيب والغريب إن الكتلة العربية في البرلمان وفي عموم العملية السياسية وحتى قوة تغيير الكردية لم تفكر لحد الآن من خلق تحالفات وطنية لمواجهة الاستحواذ والدكتاتورية البرزانية والطالبانية ومحاولة إيجاد بديل وطني كردي يمثل مصالح الأكراد تحت مظلة العراق الفدرالي الموحد الذي يضمن حقوق الجميع وبدون استثناء لان العراق الجديد وبغض النظر عن الرموز الحكومية الراهنة فانه يوفر الفرصة لكل مكونات الشعب العراقي لنيل كامل استحقاقاتهم وليس كما يدعي مسعود لتهميش الأكراد بل إن قمة بغداد التي أغاضته قد كشفت عن ظاهرة وطنية نادرة عبر من خلالها العراقيون عن مدى احترامهم للأكراد فقد كان رئيس القمة طالباني رئيسا لجلسة الرؤساء والقادة العرب وسبقه زيباري رئيسا لاجتماع وزراء الخارجية العرب وترأس وزير التجارة خيرالله حسن بابكر وهو أيضا كردي اجتماع وزراء المالية والاقتصاد العرب فما الذي يريده بعد ذلك مسعود الذي لا يعود إلى رشده .