عقيل الموسوي
لست على علم بما يجري خلف الكواليس من سجالاتٍ بينكم ولا أطلب من أحدكم الأفصاح عنها لسبب بسيط وهو أعتمادي صحة المقولة ـ كذب السياسيون وأن صدقوا ـ ولكني على درايةٍ بما لم يخبرك به مستشاروك وأقصد بهذا نبض الشارع العراقي بما فيه الكردي فقد عرفتُه سيدي الفاضل وحسبتُ عدد تلك النبضات حتى حين تزداد خوفا من مصارحتكم بتعسفكم وانفرادكم بأتخاذ القرارات والتمرد على الدستور وأيواء المجرمين , وقبل أخبارك بما يجول في خاطري دعني أذكر لك ما أتحفني به أحد أصدقائي الأكراد من نكتةٍ تتحدث عن نصب سيطرةٍ أيام النظام المقبور على أطراف أقليم كردستان تعتقل كل كردي يمر بها .. وكانوا يتعرفون عليه بأن يطلبوا منه نطق كلمة بطّة , فأن نطقها بشكل طبيعي أخلوا سبيله وأن نطق طاء البطة تاءً ( بتّة ) فأنهم يعتقلونه على الفور .. تدرّب أحد الأكراد المساكين الذي لابد له من المرور على تلك السيطرة حتى أتقن نطقها بطائها وما تحمله من قلقلة ولم يلتبس الأمر عليه حين طلبوا منه تكرارها أكثر من مرة بل راح يرددها بكل سهولة مستهزئا بسذاجة الاختبار ولكنه ما أنْ أطلقوا سراحه حتى تنفس الصعداء متنهداً وقال بصوت واضح سمعه جلّ طاقم السيطرة .. الحمد لله خلصنه من هاي الورتة ” الورطة “
نعم يا سيادة رئيس الأقليم .. أيّ ورطةٌ تلك التي أقحمت نفسك بها ولا تريد التخلص منها .. أنها ورطةٌ استضافتك للهارب عن وجه العدالة السيد الهاشمي رغم أنك لم تكن حامي الحمى حين تفجّرت الأزمة بل كان وصوله تحت ذريعة الأجتماع مع فخامة رئيس الجمهورية الذي أخرسته على ما يبدو في مسرحية تذكّرني بمسرحية العام 1979 وبطلها جرذ العوجة حين أخرسً المقبور البكر .. ورطةٌ لم تتمكن من خلط خيوطها القضائية بالسياسية بتقنية تمكنك من حمد الله على خلاصك منها بشكلٍ سلس , لكنك لا زلت تصر على تسمية السيد النائب ( تارق الهاشمي ) في نفس الوقت الذي تحاول تمريره عبر سيطرة العدالة ناسياً أو ربما متناسيا أن سيادته ليس سوى بعثيٌ أمتطى عربة الحزب الاسلامي خداعا وتمويها من أجل الوصول الى مبتغاه في التسلط والاجرام , فلا تكن سيادتك ساذجا كتلك البدوية التي عثرت على جرو ذئب أشفقت عليه فأخذت على عاتقها تربيته متوهمة أن التطبع غالب الطبع أن أُحيط بأحسان الّا أنه وحين أصبح قادراً على الأفتراس لم يتوانَ لحظة في البطش بالشاة التي تغذّى من درّها فأنشدت قائلة
بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي وأنتَ لشاتِنا ولدٌ ربيبُ
غُذيتَ بدَرّها ونشأتَ فينا فمن أنباكَ أنّ أباكَ ذيبُ!؟
أذا كانَ الطباعُ طباعَ سَوءٍ فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ
وكذا هم البعثيون وكذا هي طباعهم لذا أجدني مناصحا لكم ياسيادة رئيس الأقليم قبل أن تنادي وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ بضرورة مراجعة حساباتكم من جديد وعدم الركون الى البعثيين والأطمئنان اليهم الّا اللهم أذا كنت على عهد معهم قديم تريد أحياءه من جديد , وانظر بعينٍ بصيرةٍ وأدرك بقلبٍ مستنيرٍ بعد أن تسأل في أي وادٍ اختفت اصوات هاشميّك وعلاويّك بعد أن ارتفع صوتك من اجلهم ومناصراً ” لظلامتهم ” .. نعم من اجلهم علا صوتك وليس من اجل الشعب الذي تريدون تخليصه من ” دكتاتورية ” المالكي على اعتبار أنكم جميعا ديمقراطيون , لقد اختفت اصواتهم كما يختفي صوت فيصل القاسم حين يثير نار الفتنة تحت ذريعة الرأي الآخر وهم كذلك لا يطربهم صوت اكثر مما يطربهم صوت الفتنة والأنفجارات وصوت الشتيمة … بقي أمر واحد ياسيادة رئيس الأقليم الذي لم تتمكن من تحويله الى دولة ولا أظنك تتمكن من ذلك دون الحصول على الضوء الاخضر من واشنطن وهو أن أزمة عدم أعلان البشرى المرتقبة بسبب الضغوط الامريكية والتهديد المبطّن لكم يجب أن لا تتحول الى تخبّط وخربطة لن تحصل منهما الّا على فقدانٍ لحنكةٍ سياسيةٍ انت مدّعيها ورعاية لمصلحة العراق تصرّح بها دوماً