أحمد حسني عطوة
منذ سنين طويلة وشباب فلسطين على ارض الوطن وفي الشتات يضرب فيهم المثل الثوري ، على أن جاء هذا الزمن الذي أصبح فيه شبابنا محبطين جدا من الواقع الذي يواجهونه ، حيث أصبح الإستغلال لقدراتهم وطاقاتهم من كل جانب ، وأصبح حتى القطاع الخاص يستغل الخريجين وطاقاتهم وقدراتهم في تطوير القطاع الخاص وبعد ذلك تنتهي مدة صلاحيته لدى القطاع قبل إنتهاء المدة القانونية للتثبيت حتى لا يحق لهذا الشاب المطالبة بأي حقوق .
ومن جانب آخر ومهم جدا في حياة الشباب الذين يعملون في مجال المنظمات الأهلية والتي تستغلهم أسوء إستغلال بإسم أننا سنعمل على توظيفكم وتثبيتكم ضمن برامج المؤسسة أو على بند من بنود المشاريع ويفاجأ الشاب فيما بعد بأنه خارج هذا النطاق ، فإلى متى سيكون لشبابنا حقوق ومتى سيكون لشبابنا حق في تقرير حياته والعمل على بناء أحلامه على كل المستويات وفي كل المجالات ، فمأساة شبابنا أنهم ليسوا على قوائم الحكومات ، وليسوا مدرجين في سجلات إهتمامات الحكومات إلا بمنطق واحد ، وهو بناء القواعد الحزبية والفئوية ، إذا لم يكن كذلك فلن يكون له مكان في هذا المجتمع .
للأسف شبابنا الفلسطيني أصبح ضحية لقمة العيش في وطنه ، أصبح لا يساوي شيء إذا لم يكن منتميا لحزب أو تنظيم سياسي ، والأجمل أن الألاف من الشباب يعلقون أملا كبيرا على المصالحة ليكون لهم أحلامهم وآمالهم وطموحهم المستقبلية .
في قطاع غزة الأمور نوعا ما تختلف عن الضفة الغربية ، فهناك العديد من مشاكل الشباب حيث أن هناك عدد يشكل الخريجين العاطلين عن العمل ، والبطالة المعتمدة على الأونوروا ، والشباب المعتمدين على المنظمات ومشاريعها ، والعقود ، ولا ننسى أن نذكر تفريغات 2005 والذين تم تفريغهم شبابا وعزاب منهم واليوم هم أباء وارباب أسر وينتظرون تقرير مصيرهم بعد تشكيل حكومة التوافق ، حيث تعالت الأفكار والحلول بأن هناك عمل جاري على تحويل معظمهم على وزارة الشئون الإجتماعية لتثبيت رواتبهم الشهرية بدون درجات ولا ترقيات ، وكذلك هناك فئة العمال الذين لا ينتمون لأي جهات حزبية او سياسية ويعانون الأمرين .
إن معاناة شبابنا الفلسطيني في الداخل والشتات لا تنتهي فنحن شعبا قدر أن نعيش المعاناة بكل أشكالها وأنواعها ، شبابنا دائما هم الضحية في أي تغيير سياسي أو دولي لأنهم فاقدون للحقوق ، للإنسانية التي كفلتها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية .
إننا نعمل معا وسويا لبناء جسم يضمن ويكفل للشباب الفلسطيني أن يعيش بكرامة ، وأن يجد مستقبلا منيرا أمامه بعد تخرجه ، أو يجد على الأقل ما يكفل له العيش وبناء أسرة وطموح راقي ليرسم به مستقبله القادم .