فريد حسن
ازمات كثيرة ومتلاحقة تعصف بالعراق نتيجة المحاصصة والتكتلات (وقسمة الباطل ، هذا لك وهذا لي والشعب الى الجحيم) ففي النصف الاخير من الشهر الفائت كان شهر لعنة الحكومة والميليشيات على العراقيين استعاضة عن الخدمات وخطط تطوير البنى التحتية فكانت المفخخات والقتل والاختطاف على الهوية من قبل الميليشيات الاجرامية في وضح النهار وأمام مرآى الاجهزة الامنية وفي كل يوم كانت العوائل تشيع الشباب الى مثواها الاخير ورغم ان هذه العملية تصب في صالح الحكومة لانها تقلل من عدد طوابير العاطلين عن العمل والتي ايضا ستجعل من المنظمات المهتمة بحقوق الانسان ان تعيد حساباتها والارقام الواردة في تقاريرها التي تؤكد على ان العراق يحتل المراتب المتقدمة في هضم حقوق الانسان وفي اعداد العاطلين عن العمل والذين يعيشون تحت خط الفقر نتيجة السياسة الاقتصادية الرشيدة للحكومة الارشد فلابد من اعادة صياغة التقارير السابقة لان اعداد العاطلين قد خف نتيجة القتل الجماعي والمفخخات التي حصدت ارواحهم فالمفخخات نقمة على الشعب ونعمة للحكومة.
كما وان الدمار المتلاحق الذي ينتج يوميا عن الفساد الذي يشهده البلد (وعيني عينك) والسرقات المنظمة والمدعومة من جهات معروفة ومدافعة عنها تشكل هي الأخرى طامة أخرى في هذا البلد المبتلى بالقادة القادمين مع المحتل الذي صنع الخلل وترك هؤلاء يتناحرون على المناصب والأموال وشعبنا المسكين ساكت عن حقه لان ارادته مسلوبة ومهدد بالارهاب في حال مطالبته بحقوقه المشروعة لان السؤال عن موارد البلد المهرب الى البنوك الاجنبية والمسجلة بأسماء القادة الجدد جريمة بل خيانة عظمى لان للمسؤول الحق وكل الحق في سرقة المال العام لانهم وفروا لنا الكهرباء والماء الصافي والخدمات وكل عراقي يعيش في نعيم وسكن مريح وان العراق يعد اول دولة في العالم لامواطن فيه بدون سكن مريح بنته له الحكومة ولابد ان تدخل حكومتنا الرشيدة كتاب غينيس للارقام القياسية لتفردها عن باقي دول العالم في سكوتها على سراق المال العام ولم تحيلهم الى المحاكم المختصة لانهم لم يجرموا بحق الشعب لينالوا جزاءهم لانهم يعملون في مهنة شريفة بأياديهم البيضاء التي تعمل بمهنة غسيل وتبييض الاموال (والقرش الابيض ينفع في اليوم الأسود) اللهم وشح وجوههم بالسواد في الدنيا والآخرة واجعل القرش الذي سرقوه نارا في بطونهم لانها اموال اليتامى واليوم يحتفل العالم بعيد الطفولة ومنهم اليتامى والمعوزين او الذين وما اكثرهم في بلادنا يفترشون الارصفة او موزعين على الشوارع للتسول او مشردين او قابعين في سجون الأحداث لارتكابهم جرائم لكنها ليست جريمتهم بل جريمة الذين يسرقون اموالهم وهؤلاء المساكين يدفعون الثمن ومنهم من يبكي الآن جوعا وأهل المنطقة الخضراء هم وعوائلهم واطفالهم في نعيم ،وفي مناسبة سابقة قلنا اذا بكى طفل في وطنه فيعني ان حكومته خائنة .
لايمكن للدولة ان تنكر الفساد لان الوثائق التي تعرضها القنوات وعلى لسان اعضاء البرلمان يؤكد بالدامغ على استشراء الفساد وبحماية كبار المسؤولين في الاجهزة الحكومية .
حينما يسرق الكبار المليارات من الدولارات فأن القضاء ساكن لاحراك فيه ولكن عندما يسرق موظف بسيط (دانق) يقيمون الدنيا ولايقعدونها ويعدونها انجازا تاريخيا ويكافئون الذي كشف حالة الموظف بمئات الدولارات في حين ان الموظف قد سرق (50) ألف دينار . مطلوب من النزاهة البرلمانية ان تأخذ دورها في محاسبة الحكومة على منعها القضاء محاسبة (الحرامية).