فريد حسن
ان قراءة متأنية للواقع العراقي والتخبط السياسي يظهران ويبرزان اكثر من تساؤل وعلامات التعجب بل ونداءات استغاثة شعبية واسعة لتطهير البلد من المشعوذين والافاكين واصحاب النيات السيئة الذين ولدوا من رحم المحتل وعاثوا في الارض فسادا فمنهم من جاء ليسرق ومنهم من يفخخ ويزرع العبوات ومنهم من يقتل على الهوية ومنهم من يتجاوز على حرمات العراقيين فيعتقل النساء بأدعاءات شتى ومنهم من يقتل المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الانسانية المشروعة كما حدث في مجزرة الحويجة ومنهم من لايزال يريد الانتقام فيقتل الابرياء بدم بارد ويودع جثثهم في مقابر جماعية فما زالت المقابر الجماعية مستمرة ولكن بأطار وشكل آخر فما ذنب هؤلاء الابرياء الذين تحصد المفخخات ارواحهم يوميا انها لعبة تقوم بها الاحزاب السياسية من اجل ان تتستر على الفاسدين والمفسدين وسراق المال العام انها (لعبة الهاء الشعب) لصرف الانظار عن الفساد في عقود الاسلحة الروسية واجهزة السونار والكشف عن المتفجرات والتزوير في الانتخابات والعقود بالمليارات مع شركات وهمية لاوجود لها لا في الدنيا ولا في الآخرة الى جانب التستر على سراق المال العام حيث ان المتسترين عليهم بدلا من احالتهم الى القضاء العادل يكرمونهم بأحالتهم على التقاعد وبرواتب مغرية بعد قبول استقالتهم وهي لعبة مكشوفة لان الذي يوافق على حالتهم هو جزء من الجريمة .
في كل يوم تحصد المفخخات العشرات من الابرياء اليست هذه مقابر جماعية وفي وضح النهار ؟ وان حدة المفخخات تتصاعد مع تصاعد الازمات بين الاحزاب والكتل السياسية فمن المسؤول عنها ؟ واين المليارات التي صرفت على الاجهزة الفاسدة ؟ ومن هم الفاسدون الذين استقدموها ووقعوا على عقودها ؟ اوليست مجزرة الحويجة ويوميا مجازر مفخخات في مدينة الصدر والفلوجة وديالى ضمن حلقة (الجينوسايد) .
ان الجهات التي تقتل العراقيين يوميا وبالعشرات هي نفس الجهات التي تسرق اموال الشعب وتسخره في قتل الابرياء ففي بغداد وحدها اكثر من عشرة سيارة مفخخة خلال اليومين الماضيين من اين مبالغ هذه السيارات؟من حق المواطن ان يسأل في ظل انعدام الكهرباء وقلة الخدمات وانعدام السدود والتي ادت بالسيول لتجرف العشرات من القرى الى جانب وجود الالاف من المدارس الطينية وبالأخص في المحافظات الجنوبية .
فماذا تعني استشهاد واصابة المواطنين الآمنين العزل في الغزالية والشهداء من الاطفال والنساء في العامرية وقتل العشرات من المصلين في جامع خالد بن الوليد في الدورة واستشهاد العشرات في مسجد سارية في بعقوبة واشلائهم على الطرقات وقد قتلوا امام انظار ومرآى قوات سوات والشرطة وانفجار مقهى الخيمة الشامية في الفلوجة وما زالت الجرائم ترتكب بحق هذا الشعب المغلوب على امره فأين وزارة حقوق الانسان لماذا لاتطالب بأيقاف قتل العراقيين من قبل الميليشيات الاجرامية
ان على البرلمان العراقي تشريع قانون لتجريم الاحزاب السياسية التي هي المسؤولة عن التفجيرات وقتل العراقيين بالجملة والابرياء الذين يقبعون في السجون السرية والعلنية للحكومة والاحزاب والذين تطالهم الوشاية الكاذبة ل(المخبر السري) المدفوع الثمن . فليكن قانون تجريم البعث وتجريم الاحزاب المتنفذة والمسؤولة عن قتل العراقيين في سلة واحدة .
في كل يوم تخرج علينا وزارة حقوق الانسان لتعقد مؤتمرا ولكن هل يتمكن وزيرها المحترم ان يدعو الاحزاب التي تجرم بحق الشعب وتقتل الابرياء الى ايقاف عدوانها واحترام حقوق الانسان وهل بمقدوره ان يدعو الى عقد مؤتمر لتعرية المفسدين وسراق المال العام والمطالبة باسترجاع هذه الاموال من اجل بناء المساكن للمواطنين او توسيع شبكات الكهرباء وايصال الماء الصالح للشرب الى المواطنين ، اوليس من حقوق المواطن ان ينعم بالكهرباء وان يعيش بمنآى من القتل والتعذيب في السجون ام ان حقوق الانسان والتعامل معه في العراق غير حقوق الانسان في دول العالم لاننا نرى في مؤتمرات وزارة حقوق الانسان الدعوة لقتل الابرياء من اجل استمرار الحكومة في اعتلاء الكرسي . وهي انما وزارة للمحافظة على حقوق المسؤولين في الدولة وسراق اموال الشعب لماذا لم تصدر وزارة حقوق الانسان بيانا لتجريم الميليشيات التي تقتل الانسان العراقي اسئلة عديدة تدور في الاذهان واولها اليست هذه الجرائم جرائم ابادة جماعية ننتظر الاجابة .