قلم : د . علي عبدالحمزه
لستُ بصدد الكلام عن الفيلم السينمائي إرهاب وكباب لزعيم الكوميديا عادل إمام برغم تشابه ما أريد الكتابة عنه مع ما يدور في الفيلم ، إنما أنا هنا مستعيراً هذا العنوان لأكتب عما يدور
في المشهد السياسي العراقي من أحداث تثير الأسى والألم بنفس الوقت الذي تبعث فيه على الضحط ، إذ يُلاحظ المتتبع لهذا المشهد المهزلة المضحكة المبكية .. كيف ؟ لنرى .. منذ أن فاز التحالف الوطني بأغلبية المقاعد النيابية التي أهلته لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة (الحالية) والعراقيل توضع الواحدة تلو الأخرى في طريق نجاحها وإثباتها تنفيذاً لتوجيهات وأوامر أجندات ليست أجنبية
وإنما عربية خليجية تحديداً ، ونتيجة لذلك تأخر الأعلان عن تشكيلة الحكومة العراقية بحجة أن تكون هذه الحكومة حكومة شراكة وطنية بالرغم من أحقية ظهورها بتشكيلة أغلبية كما ينص على ذلك العُرف والدستور ، وهكذا كان وحصل .. تشكلت الحكومة بصورة الشراكة الوطنية وحمدنا الله على ذلك ودعوناه أن يسهل لنا لنرتاح من الشد والجذب وليتنازل من يتنازل وليسمح لغيره أن يشاركه في الحكم طالما كان ذلك الغير مؤمناً بوطنه وهادفاً إلى خدمة أبناءه دون تمييز وتفريق وبنية صادقة خالصة لوجه الله ولوجه الوطن .. الوطن الذي تحمل ما تحمل والذي ينتظر من أبناءه على إختلاف مللهم ونحلهم
ومشاربهم ومذاهبهم أن يتقوا لله فيه !!وأن يعملوا كما يحب الله أن يراهم ورسوله والمؤمنون ( وقلْ إعملوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ والمؤمنون) . والشراكة بمعناها اللغوي تعني المخالطة في إمتلاك الشئ والأمر ، وهذه المخالطة يكفلها العهد أو الميثاق أو اليمين بين المتشاركين أو الخلطاء على أن يخلص كل واحد للآخر وأن لايغدر به ، وهذا الوصف لاينطبق فقط على الشراكة في الأمور والجوانب الأقتصادية ، كلا ، إنما يمتد مفهوم ذلك إلى الحياة السياسية وهذا هو مربط الفرس في هذا الموضوع . وحصلت الشراكة وإبتدأ المشوار السياسي الجديد ووُلِدتْ الحكومة المالكية الثانية وأُعطي لكل شريك حصته في
التشكيلة الوزارية حيث أخذت القائمة العراقية بوصفها الشريك الأساسي أحد عشر منصباً وزارياً من ضمنها وزارة المالية السيادية التي تتحكم في سياسة الدولة المالية وتوزيع حصص المحافظات ، أي إن الجميع قدْ دُعي إلى الدخول إلى هذه الحكومة والشراكة في الأمر من كل الجوانب كما ينص على ذلك مفهوم الشراكة ، الشراكة في الهم والفرح والحزن وما أكثره ، والأكل من نفس الطبق الذي أنعم الله به على الجميع ليبتليهم ويختبرهم أيهم أحسن عملا في خدمة عباده الذين قضوا من أعمارهم ظلماً وسجناً وتشريداً وقتلاً وجوعاً .. الطبق الذي يحسدون عليه لما فيه من ما لذ وطاب ، أي أنه بمختصر الكلام مجازاً الكل يشارك بذلك !
الكباب ، ولكن ولأن الخلطاء يبغي بعضهم على بعض كما جاء في محكم الكتاب الكريم ، أي أن الشركاء لا يؤتمن لهم إذ لابد من أن ينقلب أحد الشركاء على الآخر ، حدث أن شركاء العملية السياسية وشركاء الحكومة والداخلين إليها يبغي بعضهم على بعض بالفعل لأنهم يبيتون النية السيئة والأهداف المريضة مسبقاً منطلقين من نظرة دونية للآخر الذي يرونه إنه لايستحق المركز أو المكان لأنه من مذهب ومعتقد غير مايعتقدونه وبالطبع غير مايؤمن ويعتقد به العراب الذي أدخلهم بشتى الوسائل لهذه الحكومة تحت يافطة الشراكة ، ولذلك جاء عمل الشراكة نتيجة غير طبيعية على طول المدى الذي مر من
عمر الحكومة ، وهكذا أصبح ميزان الشراكة لا يُفهم من معناه شيئاً مثلما يجب أن يكون من الشريك شريك في أكل الكباب الذي يجب أن يتناوله الجميع ولكنه ولأنه من غير الذين إستثناهم الله في الآية ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وقليل منهم ، فأنه بالفعل يبغي على شريكه ويبيت له السوء والبغضاء ويتجه نحو ماضيه ليلعب لعبته المفضلة والمدرة عليه بالملايين من الدولارات لعبة الأرهاب التي نساها له شريكه حباً وتنازل عن الكثير من إستحقاقاته حباً بالعراق وأملاً في العمل المشترك وفتح صفحة جديدة لبناء حياة جديدة للشعب الذي تحمل الكثير الكثير وآن الأوان لأن يرتاح! ولأن البيك ميخليك كما يقول،
المثل العراقي فأن النية السيئة لم ولن تتغير طالما ظل الولاء للأسياد الذين هم خارج الوطن طمعاً بكبابهم الذي يفضلونه على النعمة التي أنعمها الله عليه وهم في يلدهم العراق ليضعوا المواطن والمتتبع في حيرة وتعجب عن تفسير ضلوع افراد من مكتب نائب رئيس الجمهورية بأعمال إرهابية وتهجم وإنتقاد مكتب نائب رئيس الوزراء لشخص السيد رئيس الوزراء . إن مايُفهم من ذلك إنه بالفعل ليس هناك مقهوم للشراكة في الأمر وإنما إقتناص للفرصة وتلاقف للكرة للأيمان الراسخ والمُقفل عليه بأن لا ديمقراطية موجودة ولا حق لمن إنتخبه الناس أن يكون المسؤول وإن من في قلوبهم مرض يبقون أسرى
هذا المرض الذي سيجعلهم في النهاية طلقاء الوطن والشعب يوم لاينفعهم إرهابهم بشئ . لا أدري ما هو تفسير أن يكون شخص بمنصب نائب رئيس الجمهورية متهماً بالتورط هو ومكتبه الذي جل أعضاءه من الأقارب ومنهم صهره بأعمال إرهابية ضد الوطن والشعب .. أليس هذا فيلم مضحك مبكي في نفس الوقت .ز غسم الفيلم تاكل وياي وسجينتك بقفاي أو بتعبير فصيح كباب وإرهاب ، لأن الكباب هو النعمة التي جاءتهم بفضل حكومة الشراكة تحت يافطة المصالحة مع الذين ما تخلصوا لحظة من إرتباطهم بالماضي ماضي الدكتاتور الباني على حد قول الرفيق صالح المطلك وماتخلصوا من إرهابهم ضد الرافضة الصفويين العملاء لأيران.