جواد السعيد
سأل ابن شيخ العشيرة أباه الشيخ: لماذا يتميز أبناء العشيرة المجاورة لنا بالفساد والكذب والأفتراء والتدليس وكراهية الآخرين؟ فأجاب الشيخ ابنه قائلا: يابني لأن شيخهم فاسد وكذاب وسارق ومفتري ! هذا معناه اذا صلح كبار القوم وسادتهم صلحت أمورهم واذا ما فسدوا فسدت..! الذي حصل لشيوخ الجنوب والوسط في الأنبار من إهانة:
http://www.youtube.com/watch?v=TfhU5beSEKc
لم يكن تصرفا طارئا أو فرديا قام به شخص أو مجموعة من الشباب الطائشين ، بل هذاأمر دبر بليل كما يقول العرب ، فكان وصمة عار في جبين أولئك الذين يدعون العروبة وإكرام الضيف واحترام الجار ، والذي يتصور أن القوم يضمرون المحبة والخير والأحترام لأبناء الجنوب فهو يعيش حالة الوهم والسذاجة وهذا التصرف ليس غريبا من أقوام ألفوا الصحراء وعاشوا على قطع الطرقات والسلب والنهب والغدر بالضيف.. فلم يعد غريبا على أحفاد من يقتلون الرجل ويحتزون رأسه ويقدمونه للحاكم لأستلام الجائزة دراهم معدودة..! ولم يعد غريبا ذلك على الذي يفتخر بأبي العباس السفاح وأفعاله عندما فتك بالأموين الناجين وقتلهم جميعا عندما دعاهم ضيوفا ومد الطعام على جماجمهم وأكل حتى شبع..! وليس غريبا على الذي يفتخر بهرون (الرشيد) وهو صاحب المجون والخلاعة والطوامير والسجون السرية في بغداد وجلادها..!وليس غريبا على عملاء العثمانين الذين علموهم كيف يعذبون الناس بالخازوق ووضع الناس أحياء في أكياس وهم أحياء ورميهم في النهر بلا ذنب..! وليس غريبا من هؤلاء أنهم لا زالوا يفتخرون بصدام الزنيم مع كل سيئاته ويعتبرونها حسنات..! وليس غريبا أن نرى تلك المجازر والمذابح وعلى مقاطع الفيديو علنا لقتل البشر وسلخهم بكل همجية وسادية وعدوانية غير مبررة في عصر المدنية والحضارة وانتشار ثقافة حقوق الأنسان.! وليس مستغربا أن نراهم عملاء للأتراك والأنكليز والأمريكان واليوم عملاء لموزة قطر وأوردغان وذيول للأكراد..! وقد حمل أبو ريشة هذا اللقب من أسياده العثمانين عندما كان حارسا أمينا لهم في الصحراء لتأمين مصالحهم ويأمل اليوم بلقب أبو ريشتين أو أبو الريش لشناعة أفعالة وسوء خلقه ، وليس غريبا على حارث الضاري إمتهان العمالة والتدليس والكذبوالسرقة والغدر والختل والنفاق فقد ورثه من جده صاحب الخان الذي سرق حصان الأنكليزي وقتله بعد أن أودعه عنده أمانة في الخان ، وليس غريبا على أسامة النجيفي أبن سائس الخيل الدخيل التآمر على عرب الموصل الأقحاح أبناء بني عُقيل أبناء المجد والفخر والسؤدد وتسليم رقابهم وأرضهم للعثمانين الجدد إحياء لمشروع جده الخائن اللصيق..!!
في الوقت الذي كان أجدادنا في الجنوب يتصدون للغزو البريطاني في البصرة وفي معارك كوت الزين والشعيبة والقرنة والعمارة وذي قار والكوت كان أجداد هؤلاء يشغلهم صيد الجرابيع والسهر على الربابة وانتظار الفرصة المناسبة للتعامل مع المحتل الجديد ، ويوم سقطت بغداد عام 1918 لم نسمع بمقاومة في الغربية اطلاقا ، بل ساد الصمت والهدوء يوم تم القضاء على ثورة الجنوب ومقاومته..! واذا كانت المدة المستغرقة من البصرة الى بغداد هي أربع سنوات فلك ان تتصور حجم المقاومة في عراق الشيعة الأماجد..!وإذا تحدثنا عن كرم أبناء الوسط والجنوب وضيافتهم وأصالتهم وشمائلهم وطيبتهم وتفانيهم من أجل الأسلام والوطن فهذا ما لا يحويه مقال أو كتاب ، أما سادتنا وأمراؤنا وشيوخنا فهم السادات الكرام من بني هاشم من آل الموسوي وآل الصدر وآل الحكيم وآل الحسيني وآل الحلو وآل ياسر وبني أسد وبني مالك ومشايخ عباده وآل حِسن وبني عُقيل وآل الرميض وبني ركاب وآل بو محمدوالخزاعل وآل فتله وبني سُلامه وتميم وآل كنعان .. والخ ما لا يعد ولا يحصى من الشرفاء وأصحاب التاريخ الناصع والمواقف المشرفة جميعهم عُربا ينحدرون من أشرف البيوتات وأرفعها وأعلاها فهؤلاء شيوخنا.. أما شيوخهم فلا داعي للتعرف عليهم فأما عثماني الأصل أو عميل لهم أو قاطع طريق مثل الضاري وأبو ريشه والعلواني ناكرا لأصله أو نجيفي سائس خيل لصيق أو ديوث للزرقاوي والقاعدة يدخلهم على نساءه أو سمسار للغرب..! فشتان بين الأثنين..!فأقول كما قال الفرزدق يوما لجرير:
(( أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع ))
فيا أبناء الجنوب والفرات الأوسطوأمرائهم و مشايخهم وسادتهم (( الحمد لله على سلامتكم قبل كل شئ وإلا الجماعة قاطعين رؤوسكم ورافعيها على عوالي الرماح ولكانت سهرة تحت ضوء قمر الفلوجة )) نقول لكم ما هذه الهِنة والضعف والضِعة والتنازل وماهذه السِنة عن حقكموالسكوت عن ظلامتكم ؟؟ فلا يأخذكم الوهم بعيدا عن الحقيقة فكل الوقائع تشير الى أن هؤلاء الأجلاف لا يريدون الأمور تنتهي إلى خير، وها أنتم ألقيتم عليهم الحجة وسعيتم الى الإصلاح ومددتم يد السلام وجنحتم للسلمفجزاكم الله خيرا، فلا تتمادوا في السعي أكثر فالقوم قد زهدوا فيكم واحتقروكم وهذه ذلة ما بعدها ذلة وهذا أمامكم علي بن ابي طالب عليه السلام يقول:( رغبتُك فيمن زهُد فيك ذلة )..وهذا ما لا نرتضيه لكم فأنتم ساداتنا ووجهاؤنا وكبراؤنا وقد حز في نفوسنا أن يقع لكم ماوقع ، فكل القيادات الشيعية الدينية والسياسية والعشائرية تسعى الى الصلح والأصلاح وتغليب العقل في جميع الأمور وجعل مصلحة البلاد والعباد فوق كل شئ سعيا منهالدرء الفتنة وتجنب الخوض في الباطل وحفظا للدماء ووقوع ما لايحمد عقباه ، فكل النداءات التي وجهتها المرجعيات الدينية لم يسمعها القوم ،وكل الأطروحات التي جاءت صريحة على لسان سماحة السيدين الجليلين السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم لم يأخذوها على محمل الجد ويعيروها أسماعهم و إهتمامهم ، وكنا نخشى أن يذهب أحدهما ( السيد مقتدى الصدر أو السيد عمار الحكيم ) يوما الى هذه المنصة المشؤومة الى ساحة الذل والعار في الأنبار ويستقبلوهم هؤلاء بنفس الطريقة المشينة التي حدثت وحينها لم يعد للعقل والحكمة مكانا وللحلم متسعا..!فما عليكم اليوم إلا الأتحاد والوحدة والوقوف مع قياداتكم ونبذ الخلافات والأستعداد والحذر كل الحذر فإن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فحسبكم الله عليه توكلوا هومولاكم ونصيركم أنه نعم المولى ونعم النصير.
إذن بات من الواضح أن القوم قد ركبهم الشيطانواتخذوا من عفلق إلها ومن موزة سجاح العصر نبيّة و أوردغان إماما ، واتخذوا من الأشرار حلفاء واستعانوا بهم على تخريب كل شئ ظنا منهم العودة الى الحكم و الأستيلاء على بغداد بطريقة دموية جاهلية فيعودوا بها عوجاء شوهاء ليتخذون أبناء العراق خولا ويسخرونهم عبيدا وينهبون ثرواته وتسليمها لأعداء الأمة..!!
خيب الله سيعهم وقطع رجاءهم وفت في عضدهم وشتت شملهم هؤلاء قد بغوا وعتوا عن أمر الخير فلا تأملوا منهم سوى الشر فقد تمكن منهم وسطا على عقولهموغلبت عليهم حسيكة النفاق ففيهم غدر قديم وشجت عليه أصولهم ، وتآزرت عليه فروعهم ، فكانوا أخبث ثمر..!!