فريد حسن
حين يشعر المواطن بأن السياسيين لم يعودوا يمثلونهم لانهم بصريح العبارة
منهكون بافتعال الازمات للمحافظة على الكرسي وبعثرة اموال الشعب في امور بعيدة عن
تطلعات الشعب العراقي وعدم الاكتراث بمحاسبة (سراق) المال العام بل تغطيتهم وعدم
تقديمهم للعدالة الى جانب انتهاج سياسة المحسوبية والمنسوبية الكتلوية والطائفية
ناهيك عن الصفقات المشبوه والعقود الوهمية التي يجني من وراءها البعض المليارات من
الدولارات التي اذا ما استغلت وسخرت بأمانة وضمير حي لتمكنت الحكومة من بناء
المشاريع المهمة ومن القضاء على البطالة ولتمكنت من السيطرة على الفيضانات التي
اودت بحياة المواطنين وجرفت دورهم السكنية وشردتهم من ديارهم والتي كانت من نتيجة
سقوط امطار لمدة يومين فقط ولو استمرت لايام كان على العراقيين ان يجدوا ضالة لهم
في ارض اخرى من ارض الله الواسعة ليبنوا مجددا بلدا لهم وحضارة جديدة بتاريخ نهاية
سقوط المطر وان يتجاوزوا الحديث عن حضارة (4000) سنة ( عاشت الحكومة ) والموت
للشعب لانهم (ارهابيون) ان كنا نفكر بهذه العقلية المتطرفة التي تؤكد على مبدأ (
من معي مخلص ومن ضدي ارهابي) اقول (قيم الركاع من ديرة عفج) لكن ما نعانيه ليس
هنالك من مخلص يخدمنا بل هنالك ( مخ لص) .
ان من دواعي الفخر اننا نعيش زمنا محشوا بالديمقراطية الى جانب من هم
يتعاملون ب (الدم قراطية) فما بالنا وكيف يمكن لنا بناء دولتنا الحديثة في ظل هذه
الاجواء من الصخب واللامبالاة والركون الى ابجديات الكتلوية في التعامل مع الآخرين
.
قبل فترة وجيزة تناقلت الانباء تشكيل قائمة جديدة تحت يافطة (عراق الخير
والعطاء) التي نأمل لها النجاح في مساعيها وان تكون الاستفادة من توجهاتها معينا لاستلهام
معاني الخير والعطاء وان تسهم في رفع الحيف عن ابناء البلد من قتل وتشريد وتهجير
ومنع التدخلات الاجنبية واجنداتها السوداوية التي تريد ان تنخر عباب مجد العراق
العظيم .
اطلعت على بعض من افكار هذه القائمة التي ترى ان العراق قد تعرض الى اكبر
هجمة فاقت هجمات المغول وتأكيدها على سياسة الدعم المدعوم وذلك بتمويل المحافظات
نفسها بنفسها والاستفادة من خيراتها بعقلية مبرمجة ومن ذلك اعادة تأهيل المعامل
والمصانع التي كانت قائمة والتي تعرضت للنهب والعمل على تشغيلها للوصول الى
الاكتفاء الذاتي وما يفيض عنها ادخالها ضمن سياسة تبادل المنفعة بين المحافظات والاهتمام
والعمل بنظام الحوافز وان يكون الدستور واضحا لالبس فيه وغير قابل للتأويل .
هذه الافكار فيها من الرغبة الشعبية العريضة نتمنى الاستفادة منها ودراستها
بدلا من اختلاق الازمات التي تضعفنا وتشتتنا وتذهب ريحنا ان قائمة عراق الخير
والعطاء ستكون حقا قائمة لتمثل كل الفقراء وما اكثرهم في عراق اليوم لان مشكلتنا
الاساس اننا نعتمد على غير ذي علم وخبرة في العديد من المجالات وعليه فأن التقارير
الاممية تصنفنا بأفقر بلدان العالم رغم وفرة خيرات العراق ونعمة الله عليه .
نبارك لحامل راية الفقراء ربان عراق الخير والعطاء جهوده المخلصة في البناء
ومساعييه في تخفيف الازمات وعمله المتواصل في الانتقال بالعراق الى مصاف دول
العالم المتقدم من خلال جهوده المباركة في بناء مساكن للمواطنين بأسعار مناسبة وهو
بذلك قد اسهم ايضا في الاستفادة من الايدي العاملة والتقليل من البطالة الى حد ما